عامًا بعد عام يزداد إصرار الكيان الخليفيّ على إقامة سباقات الفورمولا لما توفّره له من غطاء على انتهاكاته حقوق الإنسان، ذلك أنّ إدارتها قد صرّحت مسبقًا أنّها لا تقيم سباقاتها في بلد ينتهك حقوق الإنسان، وبهذا يؤمّن الخليفيّ نفسه خارج دائرة الأنظمة المستبدّة، لذلك فهو يصرف الأموال الطائلة عليها، ويشغّل علاقاته العامة وآلته الإعلاميّة لإعطائها وهجًا برّاقًا يتناسب مع ما يحتاجه من ستر لجرائمه بحقّ أبناء شعبه.
لكنّ الشعب البحرانيّ يصرّ بالمقابل على إفشالها، فهي تذكّره بالشهداء الذي سقطوا وهم يعبّرون عن رفضهم هذه السباقات، والأسرى الذين يقبعون في السجن لمشاركتهم في التظاهرات الاحتجاجيّة، وهو يواصل رفضه لها ومقاطعته الشعبيّة، عاكسًا ذلك في هجره مدرّجات حلبة هذا السباق التي خلت طوال أيام السباق الثلاثة، منذ يوم الجمعة 14 أبريل الجاري، وهو ما يؤكّد الفشل الذريع الذي مني به الكيان الخليفيّ في التسويق لهذه السباقات.
هذا وكان «براين دولي» مدير منظّمة هيومن رايتس فيرست قد دعا الصحفيّين إلى تغطية انتهاكات حقوق الإنسان بالبحرين ولقاء المعارضين أثناء مواكبتهم سباقات الفورمولا، موضحًا أنّ النظام الخليفي يستغلّ سباقات الفورمولا لفرض المزيد من القمع في البلاد، كما يفعل مع رياضات أخرى، حيث تتزامن هذا العام مع تدهور خطر في الملف الحقوقي في البحرين فقد استئنفت عقوبات الإعدام والقتل خارج نطاق القانون، وعدّل الدستور لمحاكمة المدنيّين في محاكم عسكريّة، فضلًا عن استهداف النشطاء واعتقالهم.