بسم الله الرحمن الرحيم
ليس غريبًا أو مفاجئًا موافقة الرئيس الأمريكيّ الجديد «دونالد ترامب» على إنجاز صفقة التسليح العسكريّ مع الكيان الخليفيّ الديكتاتوريّ، وتزويده بطائرات أف 16، مقابل ما يقرب من 4.867 مليار دولار، وذلك من دون الاكتراث أو النظر في سجلّ هذا الكيان الدمويّ، والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يرتكبها ضدّ أبناء الشعب البحرانيّ، واستخدامه الغازات السامّة والأسلحة المحرّمة دوليًّا في قمعه التظاهرات السلميّة منذ نحو ستة أعوام، ما أسفر عن استشهاد عشرات المواطنين، منهم أطفال وأجنّة في بطون أمّهاتهم؛ نتيجة الاستخدام المفرط للغازات السامّة وسط الأحياء السكنيّة.
ومن الواضح جليًّا أنّ حقوق الإنسان وحماية الأطفال والنساء من القتل لا تعني شيئًا ولا تمثّل قيمة تذكر في سياسة ترامب وإدارته الجديدة، فالأهمّ من كلّ ذلك هو ما يدخل في الخزينة الأمريكيّة من أموالٍ وما تجنيه أمريكا من أرباحٍ على مختلف الصعد، ومن سخرية القدر أن يدّعي ترامب وإدارته وبكلّ صلافة ووقاحة أنّ اعتداءهم الغاشم على الجمهوريّة العربيّة السوريّة جاء انتصارًا للإنسانيّة ولأطفال سوريا! إنّ هذه الذريعة والكذبة الكبرى لا يُمكن أن تُصرف ولا يمكن أن تُصدّق إلا من قِبل من وقعوا في وحل الخديعة الأمريكيّة ونفاقها السياسيّ، وأغمضوا أعينهم وصمّوا آذانهم عن سلوكيّاتها المشينة في بلدان المنطقة.
إنّ هذه الإدارة المرفوضة في الداخل الأمريكيّ، والفاقدة لقواعد اللياقة الدبلوماسيّة، والشرهة للاستحواذ على ثروات شعوب المنطقة ومقدّراتها، لا تُمانع من إبرام صفقات تسليح جديدة مع الكيان الخليفيّ والنظام السعوديّ ليواصلا جرائمهما بحقّ شعبيّ البحرين واليمن، ويسفكا دماء الأطفال والنساء أمام مرأى العالم كلّه وفي مجازر يندى لها جبين الإنسانيّة، ووثّقتها المنظّمات الدوليّة، ولكنّها في المقابل تنبري بكلّ بجاحة لقصف سوريا العربيّة الشقيقة في عدوانٍ سافر وخطر تحت ذريعة الانتصار للأطفال والمدنيّين، وهي التي تساعد على قتلهم في اليمن والبحرين، فهل يوجد «عهر سياسيّ» أقبح من هذا الذي تبتذله إدارة ترامب الجديدة وتمارسه؟!
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إذ ندين بشدّة صفقة التسليح المزمعة مع الكيان الخليفيّ الإرهابيّ، نُشدّد على أنّ هذه الصفقة التسليحيّة الجديدة تمثّلُ استمرارًا في مسلسل العداء الأمريكيّ للشعب البحرانيّ، ونُؤكد أنّ من يربط مصيره بإدارة ترامب عليه أنْ يستعدّ للسقوط الحتميّ، وإذا كان الكيان الخليفيّ يعتقد بأنّه عبر ارتمائه في الحضن الأمريكيّ وتحالفه مع الصهاينة سيحافظ على عرشه المتهاوي فهو واهم ومخطئ، ولا يجيد قراءة المتغيرات الإقليميّة المتسارعة في موازين القوى الدوليّة. أما على المستوى الداخليّ، فشعبنا الأبيّ قد قرّر بعزمٍ شديد أن لا عودة للوراء حتى إنهاء الحكم الديكتاتوريّ، وانتزاع حقّه في تقرير مصيره وفق ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي أجراه في شهر نوفمبر 2014، فلن تجدي سياسة القمع والتنكيل مع شعبٍ آمن بعدالة ثورته وسقاها بدماء صفوة أبنائه؛ لتزهر نصرًا وتحريرًا وكرامة، وما النصرُ إلّا من عند الله.
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 8 أبريل/نيسان 2017 م
البحرين المحتلة