السيّد مجيد المشعل من مدينة جدحفص، ولد عام 1963، بعد أن أنهى المرحلة الثانويّة عام 1981 توجّه إلى مدينة قم المقدسة ليتفرّغ لدراسة العلوم الدينيّة، حيث تميّز بالجدّ والاجتهاد والعمل الدؤوب والإخلاص، ما ظهر جليًّا لاحقّا في محطّات مختلفة من حياته، قضى في إيران أكثر من 18 سنة، وعاد إلى البحرين عام 1999.
عام 2008، فاز سماحة السيّد برئاسة المجلس العلمائيّ الإسلاميّ حائزًا أعلى نسبة أصوات، وجاء خلفًا لسماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، وبقي رئيسًا للمجلس لدورة ثانية، حتى أقدم الكيان الخليفيّ على حلّه في العام 2014، لكنّ ذلك لم يمنعه من تأدية دوره في المجتمع وفي خدمة الدين، حيث كان يشارك في تأبين الشهداء، والمسيرات السلميّة، مدافعًا عن مطالب الشعب المحقّة.
كان مشاركًا بارزًا في العديد من الفعاليات الثوريّة، كما ألقى العديد من الكلمات في الاعتصامات والمهرجانات الثوريّة، وبعد اعتقال أمين عام جمعيّة الوفاق الشيخ علي سلمان، ظلّ سماحة السيّد مشاركًا دائمًا في الاحتشاد أمام منزله بشكل يوميّ ويحثّ على المشاركة بالمسيرات التضامنيّة مع العلماء المعتقلين، التي يكون هو في صدارتها، على الرغم من التهديدات والتحذيرات التي كان يوجّهها له الكيان الخليفيّ.
استدعي للتحقيق في الكثير من الأحيان على خلفيّة مواقفه البطوليّة، لكنّه لم يتراجع عنها قيد أنملة، بل زادته هذه الاستدعاءات ثباتًا وعزيمة أكبر، إلى أن بلغ الأمر ذروته عندما ارتدى الكفن ونزل بعمامته إلى الاعتصام الجماهيريّ الفدائيّ أمام منزل آية الله قاسم في 20 يونيو/ حزيران 2016، إثر نزع الخليفيّ الجنسيّة عن آية الله الشيخ عيسى قاسم، وقال كلمته المدويّة: «هذه عباءتي فلتسلم لعائلتي كفنًا… لا نريد العيش في وطن بلا آية الله قاسم».
رابط سماحة السيّد في «ميدان الفداء» لأكثر من 30 يومًا متواصلة، بعدها صار يذهب في زيارات متقطّعة إلى عائلته، ويعود ليلًا ليبقى مع المعتصمين.
صباح يوم السبت 30 يوليو/ تمّوز 2016، أقدمت عناصر المرتزقة بإيعاز من النظام البائس، على مداهمة منزل السيّد مجيد المشعل واعتقلته، بعد اتهامه بـ «التجمهر غير المشروع»، واقتادته إلى جهة مجهولة.
بعد 3 أيّام، أي في 3 أغسطس/ آب 2016 أجرى السيّد أوّل اتصال هاتفيّ بعائلته التي تمكّنت من زيارته في 9 أغسطس/ آب، بحضور رجال من الشرطة للتضييق على سماحته بالكلام.
يوم الأربعاء 31 أغسطس/ آب 2016، أصدر ما يسمّى بالمحكمة الخليفيّة حكمًا عليه بالسجن عامين مع النفاذ، بعد إدانته بتهمة التجمهر والمشاركة في اعتصام الدراز، وحكم عليه أيضًا بالتهمة نفسها بالسجن عامًا آخر، وبعد الاستئناف في قضيّة العامين خفّف الحكم إلى 6 أشهر ليصبح مجموع محكوميّته عامين ونصف.
وهكذا يكون رئيس المجلس العلمائي الإسلامي السيّد المجاهد مجيد المشعل مصداقًا لكلامه في آخر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعيّ تويتر: «علماء الطائفة الشيعيّة في البحرين يلاحقون ويحاكمون بسبب أداء الصلاة، واستلام الخمس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث أصبحت الوظيفة الشرعيّة جريمة».