حضرت ثورة البحرين وشعبها الأبيّ بقوّة في كلمة أمين عام حزب الله سماحة السيّد حسن نصر الله التي ألقاها بمناسبة الذكرى السنويّة للقادة الشهداء يوم الخميس 16 فبراير 2017.
السيّد نصر الله وقبل أن يدخل في موضوع الثورة تطرّق إلى زيارة الوفد الصهيونيّ للبحرين، واستقباله بترحاب حيث رقص على أنغام هدم مسجد الأقصى مع تجار بحرينيين في دلالة واضحة على سير العدو الخليفيّ قدمًا بسياسة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ على حساب القضيّة الفلسطينيّة.
وقال سماحته إنّه بعد مرور ست سنوات على الثورة، ومن خلال ما شاهدناه في الأشهر الماضية وحتى الأسابيع الماضية، وشعب البحرين وقيادته وعلمائه ما زالوا ثابتين، وهو ما يظهر في خطبهم وتوجيهاتهم، مضيفًا أنّهم لم يضعفوا ولم يهنوا، فهم ما زالوا كما بدؤوا.
وأوضح نصر الله أنّ شعب البحرين بأغلبيّته ثار وانتفض سلميًّا، فردّ عليه باحتلال سعوديّ، فالبحرين اليوم محتلّة وليست مستقلّة، والمحتلّ السعوديّ قتل الشعب البحرانيّ، وقمعه.
وأشاد بثبات الشعب بكلّ أطيافه: رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، في دفاعهم عن قائدهم سماحة الشيخ عيسى قاسم، الذي ومنذ أكثر من ستة أشهر يتعرّض لتواطؤ حيث حوصر بيته وبلدته، لكنّ الشعب البحراني يدافع عنه في ساحات الفداء، في الحر والبرد، في الليل والنهار، بالصدور العارية، والقبضات والصرخات.
كما استنكر سماحته بشدّة إقدام حمد على إقرار حكم الإعدام بحقّ شهداء الوطن، في وقت -حسب قوله- كان بإمكانه أن يجعل الحكم مع وقف التنفيذ، ولكنّه متغطرس وتابع وقراره مرتهن للسعوديّ الذي أمر بتنفيذ الحكم، من أجل ترهيب الشعب الذي لم يتزعزع قيد أنملة بل على العكس فإنّ ردّة فعله فاقت التصوّرات، وخاصّة أمّهات الشهداء الثلاثة، في إشارة منه إلى الشهداء: عباس السميع، سامي المشيمع، علي السنكيس، وأيضًا أمّهات شهداء المقاومة الحسينية، مردفًا: «ماذا قالت هؤلاء الأمهات ردًّا على قتل أبنائهنّ؟ قلن: ما رأيت إلا جميلًا!» هذا الكلام حين يصدر من أم ثكلى استشهد ولدها قبل ساعات وليس أيام، يستلزم أن يذهب حمد الذي لا يفهم معنى كلامها إلى خبراء وعلماء نفس حتى يشرحوا له معناه، ويفهم من يكون هذا الشعب الذي نزل منه عشرات الآلاف إلى الشوارع بالأكفان، فشعب البحرين لا يملك سلاحًا وليس في نيّته امتلاكه، فهو شعب سلميّ، وفق الخطاب.
وانتقد السيّد نصر الله سكوت العالم الإسلامي والغربيّ والمنظمات الدوليّة وهم يرون الشعب البحرانيّ يقتل، في وقت تصدر الفتاوى الداعية إلى قتل أبنائه وإعدامهم، مؤكّدًا أنّ حافزه على الاستمرار هو إيمانه بالله تعالى وحقّانية مطالبه، وبعلمائه وقادته، وثقته بأبنائه ورهانه على وعد الله بالنصر القريب، فهذا هو ما يجعل البحرانيين يواصلون، موجّهًا رسالة لكلّ من يراهن على ضعفهم واستسلاهم ووهنهم وتعبهم بأن يرى مشاهد هذه الأيام والأيام الماضية، ليدرك أنّ النجاة للبحرين تكمن في الإصغاء إلى مطالب هؤلاء الناس المظلومين وتحقيقها لمعالجة وطنيّة ضمن رغبات هذا الشعب.