فجر يوم الخميس 26 يناير/ كانون الثاني 2017، أعادت عصابات المرتزقة الخليفيّة مشهدًا دمويًّا اقترفته منذ نحو ست سنوات، حين هجمت على دوّار الشهداء، والمعتصمون نيام، مستخدمة الرصاص الحي والانشطاريّ وموقعة شهداء وجرحى بينهم فاختلطت دماؤهم بتراب الدوّار.
اليوم أعيد المشهد حين اقتحم المرتزقة المدجّجون بالأسلحة «ميدان الفداء» في محاولة فاشلة للوصول إلى منزل الفقيه الرمز آية الله عيسى قاسم، مستغلّين سواد الليل والناس نيام، والنتيجة عشرات الجرحى بإصابات متفاوتة، وواحد منهم في حالة حرجة.
المعتصمون الفدائيّون كانوا لهم بالمرصاد، وكما تصدّوا لهم منذ ستّ سنوات، تصدّوا اليوم لهم بكلّ بسالة وشجاعة، رفعت التكبيرات، والصرخات، والنداءات، وهبّ الأهالي صغارًا وكبارًا للذود عن مقام آية الله قاسم، مسترخصين أرواحهم دونه، فأصيب من أصيب، وغطّت دماء الثوّار أرض «ميدان الفداء» برسالة واضحة للديكتاتور حمد: «لن نسلّم الفقيه».. ولو قتلتمونا.
ليست المرّة الأولى التي يحاول الكيان الخليفيّ الاقتراب من منزل آية الله قاسم، وليست المرّة الأولى التي يتصدّى فيها المعتصمون والأهالي لعصابات حمد، لكنّ التوقيت له دلالاته، فالشعب البحرانيّ ما زال يعيش وطأة جريمة قتل شهداء الوطن: «علي السنكيس، سامي المشيمع، وعباس السميع»، وما زال البحرانيّون ينتفضون غضبًا لهم، ولمّا تهدأ نفوسهم وتتراجع عن طلب الثأر من الخليفيّين القتلة الذين يقابلونهم بتصعيد دمويّ.
هذا إن دلّ على أمر فإنّما يدلّ على أنّ الخليفيّ يتخبّط عاجزًا أمام صمود الشعب لدرجة لم يعد يجد بدًّا من إراقة دمائهم لوأد حراكهم والقضاء على ثورتهم مدعومًا بالأمريكيّ والبريطانيّ والسعوديّ، لكنّ رهان الخليفيّ خاسر حتمًا، فالسياسة الأميركيّة الجديدة متحجّرة، والسعوديّ يغرق في وحول حروبه، والشعب صامد حتى تقرير مصيره.