فجعت البحرين صباح يوم الأحد 15 يناير بجريمة وحشيّة تمثّلت بإعدام 3 من شبابها الأخيار، لم يكفهم السجن والتعذيب غير الإنسانيّ حتى ارتقوا شهداء الظلم الطغيان.
فمنذ الصباح الباكر تواردت أخبار عن تنفيذ حكم الإعدام بأبناء أرض الصمود السنابس «علي السنكيس، سامي المشيمع، عباس السميع»، لتنتفض البحرين بحجرها وبشرها غضبًا لهم ووفاء لدمائهم.
أما أهالي الشهداء الثلاثة، وعلى الرغم من عظم المصيبة فقد استقبلوا جثامين الشهداء بكلّ عزّة وصمود وثبات، فها هو أخ الشهيد سامي وفي خضم حزنه يفوّض أمره لله تعالى ويدعو على قاتل أخيه حمد: «الله يفجعك يا حمد في أولادك»، «نشوف فيك يوم يا حمد»، «أنت ظالم يا حمد»، «الله ينتقك منّك ويلعنك يا حمد»، هذه العبارات قد تبدو في ظاهرها تفجّع على المصاب ولكنّها في بلد كالبحرين كافية بإدخال قائلها السجن مدى الحياة، والموقف نفسه واجهته أخت الشهيد علي التي حاول أحد المرتزقة تهديدها وتحذيرها من إهانة «جلالة الملك» عندما كانت بكلّ عنفوان تصرخ «يسقط حمد».
أما والدة الشهيد سامي، فبكلّ صلابة ومن دون دموع تقول كما قالت مولاتها زينب «ع» ليزيد عندما سألها عن مقتل أخيها: «ما رأيت إلا جميلا»، وتكمل أنّها قدّمت ولدها قربانًا مثلما قدّمت السيّدة زينب أخاها الحسين «ع»، لهذا فإنّها لا ترى في قتل سامي إلا جميلا، ثمّ تقول: «سأطالب حمد يوم القيامة في حقّي منه في دم الشهيد».
ودّع أهالي الشهداء الثلاثة أولادهم راجين شفاعتهم بحقّ سيّد الشهداء الذي التحقوا بقافلته.
ما زالت البحرين تعبّر عن غضبها بعد أن أعلنت العصيان الثوريّ والحداد العام على «علي وسامي وعباس»، وسيحفر يوم 15 يناير في ذاكرة الوطن على أنّه منطلق جديد لثورة عمادها دماء الشهداء وصمود عوائلهم.