بسم الله الرحمن الرحيم
حدثٌ استثنائيّ عصف بالبحرين صباح اليوم الأربعاء 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حينما تجرّأ الكيان الخليفيّ على اقتحام «ميدان الفداء» مقتربًا بذلك من منزل الفقيه آية الله قاسم، غير أنّ الحشود الفدائيّة الوالهة للقاء ربّها، المستعدّة للتضحية في سبيلِ دينها وعزّتها وكرامتها، كانت بالمرصاد في مواجهة هذه الخطوة الحمقاء والخطرة.
وحول هذا التطور الخطر يودّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تأكيد الآتي:
أولاً: إنّ ما جرى اليوم من اقتحامٍ إجراميّ لميدان الفداء، واقتراب المرتزقة والمليشيات المسلحة من منزل الفقيه آية الله قاسم، يفرضُ علينا رفع مستوى الاستعداد والجهوزيّة لأيّ خطوةٍ إجراميّة قد يرتكبها الكيان الخليفيّ المجرم، فما جرى اليوم يحمّل الجميع دون استثناء مسؤوليّة مضاعفة، وهنا لابدّ من توجيه تحيّة إجلالٍ وإكبارٍ واعتزاز للجماهير التي خرجت إلى الشوارع في الدراز وخارجها، وسط ميدان الفداء وخارجه، شيبًا وشبابًا، نساءً وأطفالاً، دفاعًا عن مقام آية الله قاسم، وتمسّكًا بأهداف ثورتها المشروعة في تقرير المصير، وننوّه على أنّ كلّ من يتعذر عليه الوصول إلى ميدان الفداء، فلا يسقط عنه التكليف، بل علينا أن نجعل من البحرين ميادين فداء، في كلٍ بلدةٍ ومدينة وشارع وزقاق.
ثانيًا: إرادةُ الشعبِ هي التي تصنعُ القرار، وهي التي تردعُ الإجرام، وهي التي تقرّرُ المصير، وهنا نشدّد على أهميّة التكاتف في مواجهة المخططات الخبيثة للكيان الخليفيّ والمحتلّ السعودي والعمل على إفشالها، فالبحرينُ لشعبها الأصيل، ولا مكان للمستعمرين فيها، وقد أثبت شعبنا الأبيّ من خِلال ما سطرّه اليوم، وما سطّره على مدى أكثر من خمس سنوات، بأنّهُ شعبٌ لا يُمكن أن يتراجع ولا يُمكن أن يتنازل، ونصرهُ قادم لا محالة بإذن الله.
ثالثًا: اختباء الكيان الخليفيّ حول تبريرات كاذبة وادّعاءات فارغة بعد كلّ محاولة فاشلة لاقتحام ميدان الفداء ومحاولة الوصول إلى منزل آية الله قاسم، يؤكّد عجزه وخيبة كلّ مشاريعه الأخيرة، من استعراضات أمنيّة ومناورات في البرّ والبحر، وجذب غطاء إقليميّ– سعوديّ، وبريطانيّ– أميركيّ، فكل ذلك سقط أمام أقدام ثوار البحرين وجماهير الإرادة الصلبة، والتي لم تكسرها سنين الظلم والقمع مهما طالت، ولن تزلزل ثباتها تحالفات الكيان الخليفيّ الإقليميّة والدوليّة، فالشعب قال كلمته ولا رجعة في قراره حتى نيل حقّه في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسيّ.
رابعًا: نشدّد على أهميّة الاحتشاد الدائم في ميدان الفداء، وتوسيع رقعة التظاهرات لتشمل كافة مدن البحرين وبلداتها بما في ذلك العاصمة البحرانيّة المنامة، كما نهيب بالجماهير بتسجيل أوسع مشاركة شعبيّة في الاستحقاق الكبير المرتقب في عاصمة الثورة سترة، في الأوّل من شهر يناير 2017، لنسطّر ملحمة جديدة استقبالًا للعام الثوريّ الجديد، وتمهيدًا لإحياء الذكرى السادسة لثورتنا المجيدة.
ختامًا: نجدّدُ تحذيرنا للكيان الخليفيّ وداعميه من مغبة التفكير في المساس بمقام آية الله قاسم، فالأرواحُ ترخص في الدفاعِ عن هذه القامة الرفيعة وعن ديننا وهويّتنا، ونحمّل في هذا السياق أمريكا وبريطانيا مسؤولية مثل هذه الخطوة المجنونة وتبعاتها، التي إن وقعت "لا سمح الله" فإنها ستجعلّ مصالحهما في البحرين على المحكّ، وستواجه بأرواحٍ فدائيّة كربلائيّة، لا ترى الموت دفاعًا عن فقيهها إلا سعادة، والحياة مع الديكتاتور حمد وزمرته إلا برما، والعاقبة للمتقين.
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2016
البحرين المحتلة