بسم الله الرحمن الرحيم
تزامنًا مع انعقاد ما يُسمى بـ «قمّة التعاون الخليجي» في المنامة، في السادس والسابع من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2016، والتي تشارك فيها رئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي، يودُّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تأكيد ما يأتي:
أوّلًا: إنّ مشاركة رئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي خطوة تكميلية للدعم البريطانيّ للأنظمة الدكتاتوريّة، وغطاء لجرائم بعض الأنظمة المشاركة، ولا سيّما المستضيف للقمة الكيان الخليفيّ، كما أنّ هذه الزيارة تقدّم إشارة واضحة على استمرار الهيمنة البريطانيّة المستعمرة في صنع قرار جرائم هذا الكيان وهندستها، وهو الذي لا يستغني عن الركون للمستعمر في استقوائه على شعبنا الأعزل، وخضوعه للابتزاز الإنجليزيّ عبر صفقات التسليح التي تستخدم ضدّ الأبرياء من أبناء هذا الشعب، والتي ساهمت في استنزاف ميزانيّة البلاد، ودفعتها إلى هاوية الانهيار الاقتصاديّ طيلة هذه السنوات.
ثانيًا: من العار على دولة مثل بريطانيا تدّعي احترام الديموقراطيّة وحقوق الإنسان، القبول بكلّ وقاحة سافرة هذه الرشاوى القاتلة، والوقوف جنبًا إلى جنب مع أنظمةٍ دكتاتوريّةٍ فاقدة للشرعيّة، على حساب شعبٍ صوّت لتقرير مصيرهِ عبر اختيار نظامه السياسيّ الجديد، وذلك حسبما أثبتت نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى في شهر نوفمبر عام 2014 في كافة مدن البحرين وبلداتها، والتي أسفرت عن تأييد الغالبيّة العظمى من السكّان الأصليّين لقيام نظامٍ سياسيّ جديد يلبّي طموحاتهم المشروعة، إذ من حقّ شعب البحرين وشعب بريطانيا وغيرهما من الشعوب أن يختاروا نوع نظامهم السياسيّ والاقتصاديّ بعيدا عن هيمنة الأنظمة الديكتاتوريّة، لكنّ الموقف البريطانيّ على مدى السنوات الماضية، جاء لينسف كلّ الشعارات الفارغة والادّعاءات المزعومة عن دعم الديموقراطيّة واحترام حقوق الإنسان، ولو كان لديهم أدنى احترام للشعب البحرانيّ لما تجاوزوا نتائج هذا الاستفتاء وتجاهلوها خدمةً لحليفهم الخليفيّ الفاقد للشرعيّتين الشعبيّة والدستوريّة.
ثالثًا: تقع البحرين تحت القبضة العسكريّة والأمنيّة مُنذ أكثر من خمس سنوات، ويرزحُ في سجون الكيان الخليفيّ نحو 4000 معتقلٍ سياسيٍ، يتعرّضون لأسوأ أشكال التعذيب، ومن بينهم مئات الأطفال والنساء ورجال الدين والنخب السياسيّة والحقوقيّة، ويُمارس ضدّ السكّان الأصليّين أبشع أنواع الاضطهاد الطائفيّ والاستهداف المقيت لشعائرهم، وكلّ ذلك يحدث تحت غطاءٍ وحماية بريطانيّين، وهذا يجعل رئيسة الوزراء البريطانيّة على المحك أمام شعبها الذي يتمّ خداعه بشعارات حقوق الإنسان والعدالة والمساواة وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها.
رابعًا: كانت الحكومة البريطانيّة تقف ضدّ الشعب البحرانيّ المظلوم الأعزل ولا تزال، ووقوفها تاريخيًّا إلى جانب أنظمةٍ دكتاتوريةٍ قبليّةٍ رجعيّةٍ فاقدة للشرعيّة يصبّ في خدمة مصالحها الاقتصاديّة، فهي لا تمانع من المتاجرة بدماء الأبرياء ودعم أيّ نظام مجرم إذا كان في ذلك تحقيقٌ لمصالحها وفرض سيادتها واستمرار استعمارها للبلدان بهذا النمط الجديد، ومن هنا يأتي استياء شعبنا الحرّ من زيارة رئيسة الوزراء البريطانية للبلاد، ورفضه سياسة بريطانيا بدعم الأنظمة الدكتاتوريّة والمستبدّة.
ختامًا: نجدّد رفضنا التامّ إقامة القواعد العسكريّة البريطانية والأجنبيّة في البحرين، وندعو أبناء شعبنا إلى رفض كلّ وجودٍ أجنبيٍّ غير مشروع على أراضينا ومقاومته، كما نهيب بالمشاركة الواسعة في مختلف الفعاليّات الجماهيريّة المناهضة للزيارة المشؤومة لرئيسة الوزراء البريطانيّة والتنديد بها عبر مختلف الوسائل، فإنّ الشعب البحرانيّ لا يرحّب بمن يمنح الضوء الأخضر للكيان الخليفيّ للفتك بأرواح أبنائه وهتك حرمهم وحرمة أرضهم، ويشرعن عمله ويدعمه في كافة جرائمه ضدّهم.
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2016م
البحرين المحتلة