مع اقتراب الذكرى الثانية للاستفتاء الشعبيّ التاريخيّ، جال مندوب مركز الأخبار في بعض المدن والبلدات البحرانيّة، حيث أجرى مقابلات ولقاءات مع مجموعة من مختلف أطياف الشعب، للوقوف على آرائهم حول الاستفتاء وما يعنيه لهم بعد سنتين على إجرائه، نستعرضها على مراحل وجولات.
الجولة الأولى:
الانطلاقة كانت من عاصمة الثورة التي التقينا فيها بالحاج «أبو أحمد»، رجل ستينيّ، لا تغادر البسمة شفتيه على الرغم من مرضه، استقبلنا بترحاب، وحينما سألناه عن رأيه في الاستفتاء وإذا ما شارك به، أجاب: «إي والله صوتت، وكنت من أوائل الذين صوّتوا بنعم، ولي كلّ الفخر بهذا»، ويكمل أنّه طيلة عمره تمنّى أن ينتخب ديمقراطيًّا، ويضع الورقة التي يصوّت فيها بنعم لخيار وطنيّ حرّ يمثّل حقّه في تقرير مصيره، ومع الحاج أبو أحمد جلس بعض أحفاده ممن لم يبلغوا الـ18 من أعمارهم ولم تتح لهم المشاركة بعمليّة الاستفتاء عام 2014، قالوا لنا إنّهم تمنّوا بشدّة لو تمكّنوا من ذلك، ولكنّ الأمل يحدوهم للمشاركة في المرّة القادمة.
وفي بلدات جزيرة سترة التقينا أيضًا بوالدة أحد الشهداء التي عاجلتنا بالقول «منصورين والناصر الله»، وأردفت وهي تحمل صورة ابنها الشهيد: «دمه لم يذهب هباء، فهو قد استشهد من أجل عزّتنا وصون كراماتنا، وهذا قد تجسّد كليًّا عندما توجّه شعب البحرين ليصوّت بنعم لاختيار نظام سياسيّ غير حكم آل خليفة، وحاكم شريف غير الظالم والقاتل حمد».
وعلى هامش تجوالنا بين المناطق كان لنا لقاء مع أحد المعلّمين المفصولين من عملهم الذي بارك الاستفتاء الشعبيّ واصفًا إيّاه بالخطوة المستقبليّة التي ستفتح آفاق التقدّم للشعب البحرانيّ الذي رزح طويلًا تحت وطأة الجهل الخليفيّ، ولكنّه بعزيمته وثباته اختار النهوض من بين رماد الرجعيّة والتخلّف لينفثه ثورة بوجه الديكتاتوريّة القبليّة المتمثّلة بقبيلة آل خليفة.
إلى المعامير، حيث التقينا بمجموعة من الشباب ممن صوّتوا في الاستفتاء الشعبيّ، وحماسه ما زال يضخّ بهم العزيمة، حيث قصّ علينا أحدهم حادثة جرت معه، حين توجّه إليه صحافيّ من إحدى الوكالات الإعلاميّة الدوليّة يريد إجراء مقابلة معه على أنّه ناخب في انتخابات آل خليفة، ليفاجأ أنّ الحضور الكثيف عند مقرّ التصويت كان لاستفتاء شعبيّ من تنظيم الهيئة الوطنية المستقلة للاستفتاء.