لم تعد العلاقات الوديّة بين آل خليفة والكيان الصهيونيّ مستورة، بل صارت تمرّر بالعلن على شكل تصريحات فرديّة مرحّبة بالصهاينة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، أو لقاءات على هامش فعاليّات دوليّة، فوزير الخارجيّة أغرقت دموعه حزنًا على فراق بيريز حسابه على تويتر، وها هو اليوم يتصدّر أخبار وكالة أنباء البحرين «بنا» في عنوان عريض: «وزير الخارجيّة يستقبل وفدًا من اللجنة الأميركيّة اليهوديّة».
وبعبارة أوضح: وزير خارجيّة بحرين العروبة يستقبل وفدًا يهوديًّا.
وفد اللجنة الأمريكيّة اليهوديّة، وبحسب ما ذكر موقع «بنا» نوّه بما يربط مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكيّة، من علاقات صداقة تاريخية وطيدة ، مشيدًا بما تتمتّع به مملكة البحرين من حريّة وانفتاح يعكسان روح التسامح والتعايش الحضاريّ التي تسود المجتمع البحرينيّ.
إذًا الوفد نوّه بالعلاقة التي تربط البحرين بأميركا الراعي والحامي الأكبر للكيان الإسرائيليّ، التي تضع كلّ ثقلها في المنطقة من أجل الحفاظ عليه ومراعاة لمصالحه على حساب الشعوب العربيّة وبالخصوص الشعب الفلسطينيّ، وأشاد بالانفتاح البحرينيّ الذي يعكس روح التسامح والتعايش الحضاريّ، وهو ما قد يضع في الحسبان احتمال زيارة خالد آل خليفة «المنفتح» للكيان الإسرائيليّ إيمانًا منه بروح التعايش الحضاريّ.
هذه الحريّة، والانفتاح، وروح التعايش الحضاريّ تنعكس جليًّا في البحرين، وطبعًا لخالد الحظّ الأوفر منها، يظهرها في تغريداته المنفتحة على كلّ العالم ومنه الكيان الصهيونيّ، ولكن باستثناء واحد هو شعب البحرين، الذي لا يدخل في خريطة هذا العالم عند خالد؛ لأنّه بنظره شعب خائن يعمل لأجندة خارجيّة بعد أن ثار على حكم آل خليفة الذين للآن لم يخرجوا من دائرة العقليّة القبليّة الرجعيّة، فخالد المنفتح والمتعايش حضاريًّا مع الشعوب الأخرى حذف من قاموس تعايشه الحضاريّ بعض صفحات تحكي عن سنوات من اضطهاد قبيلته لشعب البحرين، وقمعه بأبشع الوسائل من اعتقال، وتعذيب، وقتل، وتهجير، وهدم أماكن عبادته.
إذا لم تستح فافعل ما شئت، اليوم خالد استقبل وفدا يهوديًّا في قصره، وغدًا قد يزور فلسطين المحتلّة ليعلن منها أنّ عاصمتها هي «أورشليم».