استقبالًا لشهر محرّم الحرام 1438 هـ، ولذكرى عاشوراء وجّه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الإثنين 3 أكتوبر/ تشرين الأوّل رسالته العاشورائيّة لشعب البحرين الثائر.
وقد وصف الائتلاف في رسالته فاجعة كربلاء عام 61 للهجرة، بالمفصل التاريخيّ المهمّ في حياة البشريّة، فهي مدرسة تُعلّم الأجيال معنى الإيثار والمثابرة والتضحية والاستبسال في الانتصار للحقّ والعدل والحُريّة، مشددًا على أنّ الشعب البحرانيّ أحوج ما يكون في خضمّ جهاده ومقارعته الظلم والجور الخليفيّ المدعوم من المحتل السعوديّ إلى الاقتداء بأبطال كربلاء العظام الذين بذلوا مهجهم في سبيل الذود عن حياض الإسلام وقيمه.
وأوضح أنّ شعار «هيهات منّا الذلة» الذي أطلقهُ الإمام الحسين «ع» يوم عاشوراء عام 61 للهجرة لحقّ بالشعب البحرانيّ أن يجعله شعارًا للمراسم والشعائر والفعاليّات الحسينيّة التي سيقيمها رغم أنوف سلالة يزيد الطاغية آل خليفة وآل سعود الجناة المجرمين.
وقال الائتلاف في بيان عماد ثورته «نستلهمُ من مدرسة كربلاء التي نهلنا من معينها الذي لا ينضب دروس التضحية والمقاومة والصمود والفداء، ومقارعة الجور والفساد، فنحنُ لم نخرج أشرين ولا بطرين، وإنّما خرجنا لإسقاط الحكم اليزيديّ المتمثّل بالكيان الخليفيّ، وإصلاح شؤون البلاد والعباد في بحريننا العزيزة»، مؤكّدًا أنّ البحرانيّين لن يتوانوا عن مواصلة ثورتهم على الرغم من كافة أشكال التفرعن الخليفيّ، المدعوم أمريكيًّا وبريطانيًّا وسعوديًّا، التزامًا بتكليفهم الشرعيّ، وانطلاقًا من مسؤوليّتهم الوطنيّة حتى إنهاء حكم يزيد العصر «حمد بن عيىسى»، وتمكين الإرادة الشعبيّة من تقرير مصيرها واختيار نظامها السياسيّ الجديد وفق ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى في شهر نوفمبر عام 2014.
وفي مورد مقارنة ثورة 14 فبراير بثورة الإمام الحسين أوضح الائتلاف أنّ الثورتين كشفتا القناع عن يزيد عصرها، فحمد بن عيسى كيزيد بن معاوية، صاحب الوعود الكاذبة المخادعة، وقاتل النفس المُحرّمة، وقاتل الأجنّة في بطون أمّهاتهم، وهو من هَدَم بيوت الله، ودنّس المقدّسات، وانتهك الأعراض والحرمات، وهو من حارب الشعائر الدينيّة، وهو يخيّر أبناء شعب البحرين بين أمرين إما أن يخضعوا لحكمهِ الفاسد ويكونوا أذلّاء صاغرين، مهمّشين مستضعفين مضطهدين، وإما أن يكون القتلُ والسجنُ والتهجير مصيرهم، والخيار الأوّل محالٌ لِمن عشِق الحُسين واغترف العزّة من نهر جوده وكرمه، مضيفًا أنّ نداء الإمام الحُسين «ع» ما زال يدوّي على مرّ العصور والأزمنة، يستنهضُ الأحرار المؤمنين الأباة، للقيام والثورة بوجهِ كلّ أشكال الاستعباد والظلم والحيف، فينبغي أن تكون مراسم إحياء عاشوراء باعثة على النهوض والقيام وتحمّل المسؤولية.
و في ختام الرسالة العاشورية شدّد الائتلاف على أنّ ثورة الإمام الحسين «ع» بعظمة أهدافها، ثورة متحرّكة ولا تقبل الجمود، فهي ثورةٌ حرّكت الضمير العالمي بأسره، وقلبت الموازين في كلّ العالم، داعيًا إلى التفاعل الجاد والعمليّ مع إحياء المراسم العاشورائيّة، وتطبيق الدروس والعِبر المستقاة من مدرسة كربلاء الحسين، وتهيئة الأنفس لأن تكون حسينيّة قولًا وفعلًا، فما من ثورةٍ انتهجت نهج الحُسين إلا انتصرت، والارتباط الواعي بفكر الحُسين هو نصرٌ محقّق.