بمناسبة تدشين الشعار الموحّد لموسم عاشوراء للعام الهجريّ الجديد 1438، أصدرت القوى الثورية الست «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، تيار الوفاء الإسلاميّ، حركة حقّ، حركة الأحرار الإسلاميّة، حركة خلاص، تيار العمل الإسلاميّ» بيانًا يوم أمس الجمعة 23 سبتمبر/ أيلول 2016.
حيث شدّدت القوى في بيان التدشين على أنّ الشعب البحرانيّ الذي يمرّ بحالة مشابهة لما كان عليه عهد الاستبداد والديكتاتوريّة في زمن يزيد، حيث يعيش ظروفًا قاهرة مشحونة بالظلم والجور، ويواجه محاولة بائسة من الكيان الخليفيّ المستبد لإخضاع إرادته وفرض حكمه عليه كأمر واقع، وإرغامه على القبول بسلطته الغاشمة، تحت وقع القمع وأساليب القهر والإكراه بالقوة، يستلهم من ذكرى عاشوراء النهج والبصيرة في مواجهة آلة الاستبداد والديكتاتوريّة ومحاولاتها فرض إرادتها بقوة القمع والإكراه، وعدم الخضوع والخنوع للسلطات الظالمة والغاشمة، وهو كما بقيّة الشعوب التي تجدّد العهد والوفاء في عاشوراء على حفظ خطّ العزّة والكرامة مهما كلّف ذلك من ثمن في مواجهة الظلم والطغيان والجور الحاكم، مضيفة أنّ عاشوراء أبي الأحرار مدرسة يتواضع لقامتها الأحرار والشرفاء في العالم، وهم يتعلّمون فيها كلّ معاني الإباء والشموخ والكرامة، رافعين شعارها«هيهات منّا الذّلة» لحسم الموقف في مواجهة الطاغية.
وأوضحت القوى الثورية في بيانها أنّ شعار هذا الموسم «هيهات منا الذّلة» استوحي من واقع أنّ شعب البحرين يواجه حكمًا طاغيًا ومتجبّرًا يريد أن يفرض عليه حكمه ويدفعه إلى الاستسلام له، بينما هو يتصدّى له بكلّ ثبات وعزيمة الأحرار التي استلهمها من عاشوراء، مخاطبة إيّاه: يا شعبنا الصابر والمجاهد، ويا شبابنا الأحرار، لقد تجسدّت قيم عاشوراء النهضة الحسينيّة المباركة في مسيرتنا لانتزاع وطن تزخر فيه الكرامة وقيمها من العدل والحرية والمساواة وتزدهر، ولقد كنا طوال المسيرة نتمسك بنهج العزّة والإباء الذي تعلمناه من مدرسة عاشوراء الحسين «عليه السلام»، وهذا العام سيكون امتدادًا لتلك المسيرة تحت الشعار الموّحد لهذا العام «هيهات منّا الذّلة» من جهة، ومن جهة أخرى التكامل مع شعار العلماء المجاهدين والأفاضل «إنّي أبدًا أحامي عن ديني».
وأكّدت أنّ خيار الاستسلام لقمع السلطة وإرهابها وإرعابها خيار محال، وسيواصل الشعب مقارعتها لوضع حدٍ لليل طويل حالك من الظلم والاضطهاد الذي تمارسه السلطة ضدّه، فسريان الشعار العظيم «هيهات منّا الذّلة» منذ كربلاء حتى اليوم، ورباط علاقته بكربلاء الحسين «ع» ليست أمرًا قابلًا للاستئصال مهما حاولت الطغمة الحاكمة فصله عن مدرسة الطف، فالشعب جميعه حسينيّ بالفطرة.
وأعلنت القوى أنّ شعارها هذا العام «هيهات منّا الذّلة» له معانٍ سامية في الثورة، فهو يعني عدم القبول بالمساومة على الكرامة، ومواصلة الطريق حتى ينتهي ليل الظلم والاستبداد، وعدم التراخي حتى لا تضيع الحقوق أو يبقى الوطن مغتصبًا والكرامة مسلوبة، وهو يعني أيضًا أنّ مثل شعب البحرين لا يبايع مثل حمد الساقط، بل سيظلّ على العهد والوفاء لدماء الشهداء الأبرار الذين قضوا بسبب بطش السلطة وقمعها واستهتارها بالأرواح الأبيّة، ثابتًا على النهج حتى القصاص العادل من القتلة المجرمين، وهو لن يترك الحرائر والأسرى بسجون النظام الديكتاتوري المجرم، و«هيهات منّا الذّلة» تعني أن ينتصر للحقّ والعدالة والحريّة، وأن يرفض الباطل مهما تسلّح بالظلم والجبروت والبطش والانتقام.