«سميرة رجب» وزيرة دولة لشؤون الإعلام في البحرين سابقًا، ومستشارة في الديوان الملكيّ حاليًّا، ومجرّد اسم على ورقة في سجلّ أتباع آل خليفة الأسود..مستقبلًا.
رجب الصحافيّة استغلّت قلمها ولسانها لتنفيس حقدها الصدّاميّ على أبناء شعبها، ما جعلها لقمة سائغة للخليفيّ ليحقّق عبرها مآربه المؤقّتة، وما لم يدركه آل خليفة أنّها عظمة قاسية علقت في حلوقهم حتى كادت تقضي عليهم ما لم يبصقوها، فزلّات رجب أكثر من أن تعدّ أو تحصى، وهي تمتاز بالخطورة ولها تداعيات سلبيّة كبيرة، فلسنوات طوال وآل خليفة يتكتّمون على تعاونهم مع الدرك الأردنيّ وخاصّة في السجون البحرانيّة، لكنّ هفوة بسيطة من رجب فضحت المستور، وأربكت الخليفيّ والأردنيّ على حدّ سواء.
ولا يخفى الهوى الصدّاميّ الذي يعشعش في قلب رجب، فهي التي أعلنت الحداد عند موته، وباركت لداعش جرائمه بحقّ الشعب العراقيّ الذي كان قد ثار على صدام، واعتبرت ذلك ثورة شعبيّة، لكن من هم الثوّار؟ وضدّ من يثورون؟ ما أهدافهم؟ أسئلة رجب وحدها تملك الإجابة عنها.
اختفت رجب من الساحة البحرانيّة بعد أن نفثت نيران حقدها على ثورة 14 فبراير حتى طالتها هي نفسها، وخوفًا من امتدادها لدرجة لا تحمد عقباها، ألصقها « الديكتاتور حمد» بمنصب وجاهيّ: مستشارة في الديوان الملكيّ، وهو منصب يتيح لها من وقت لآخر ظهورًا جزئيًّا على الساحة العربيّة والدوليّة، وهذا قد يكون أحد أسباب المجلس الوطنيّ للثقافة والفنون الكويتيّ لدعوتها إلى المشاركة في ندوته «تعزيز الهويّة الوطنيّة الخليجيّة».
لكنّ الشعب الكويتيّ الذي ما زال يئنّ من جرائم صدّام التي اقترفها عندما استباح الكويت، وقتل أبناءها، وشرّدهم، ونهب ثرواتهم، كان لرجب بالمرصاد، فما إن وجّهت الدعوة حتى قابلها الشعب برفض حاسم تجلّى بالمواقف اللافتة من بعض المشاركين الذين أعلنوا انسحابهم من الندوة، وبالتغريدات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعيّ المستنكرة قدومها للكويت، وفي البحرين لم يختلف موقف الشعب الأبيّ عن الموقف الشعبيّ الكويتيّ، حيث أشاد البحرانيّون بردّة فعل الكويتيّين، ذلك أنّ رجب لا تمثّلهم بل لا تجسّد حتّى الهويّة البحرانيّة الخليجيّة، فهي خليفيّة الانتماء صدّامية الهوى، انتهازيّة المسلك في سبيل الوصول إلى مطامعها، التي ستؤول إلى أطلال ستبكي عليها يومًا ما.