أكّدت القوى المعارضة الثوريّة أنّ السّياسة الأمريكيّة أينما حلّت تحلّ الفتن وتُسفك الدماء، وأيّ ساحة ينفذ إليها صانع القرار الأمريكيّ مصيرها التفكّك، والشعوب التي تضع زمام أمرها بيد الأمريكيّ تفشل، لأنّه يدعم الحكّام الديكتاتوريّين في مقابل الشعب.
وأوضح بيان القوى الثوريّة البحرينية المعارضة «ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، تيّار الوفاء الإسلاميّ، تيّار العمل الإسلاميّ، حركة أحرار البحرين الإسلاميّة، حركة الحريّات والديمقراطيّة «حقّ» و حركة خلاص» الذي أصدرته يوم أمس الأحد 3 أبريل/ نيسان 2016 أنّ ثورة شعب البحرين التي انطلقت في 14 فبراير 2011 كانت وما تزال هدفًا للسّياسات الأمريكيّة المخادعة، وقد عملت الإدارة الأمريكيّة على إخمادها، وتمييعها، وحرف أهدافها والتّفريق بين مكوّناتها بمختلف الأساليب العسكريّة والأمنيّة والدبلوماسيّة، لأنّها انطلقت في منطقة محرّمة لديها، وتعتبرها من أهم مناطق النّفوذ لديها، وأنّ نجاحها يشكّل خطرًا على مصالحها في كلّ المنطقة، لأنّها ستكون مثالًا تحتذي به الشّعوب المجاورة لنيل حريّتها وكرامتها.
وأشارت القوى الثوريّة إلى أنّ صانع القرار الأمريكيّ يعمد إلى استخدام عدّة أدوات مباشرة وغير مباشرة، وقمعيّة وناعمة، لإخماد ثورات الشّعوب وتحرّكها نحو الحريّة والاستقلال الحقيقيّين، منها تقديم وسائل القمع والتجسّس للأنظمة الديكتاتوريّة الحليفة، وتعطيل الآليات الجنائيّة الدوليّة لإدانة هذه الأنظمة، ونسج العلاقات مع بعض القوى السياسيّة والمؤسّسات المدنيّة في الدول التي تشهد تحرّكات شعبيّة، والتّغرير بهذه القوى والمؤسّسات في المنعطفات المصيريّة، والتّأثير على قرارها وأساليب عملها، من أجل تفكيك قوى المعارضة، ومنع توحّدها وانسجامها.
وشدّدت على أنّ زيارة وزير الخارجيّة الأمريكيّ جون كيري المرتقبة للبحرين تأتي في سياق خدمة السّياسة الأمريكيّة حيال ثورة شعب البحرين وحراكه، وهي سياسة مخادعة، وكاذبة، وعدائية، والشّواهد على ذلك كثيرة وغنيّة، إذ ظهرت الإدارة الأمريكيّة على حقيقتها، وبانت وحشيّتها، واستهتارها بحقوق الإنسان، وتطلّعات شعبنا نحو الحريّة والعدالة وإنهاء الفساد، بمباركتها دخول القوّات السعوديّة الغازية للبحرين لتسحق جماجم المتظاهرين وأجسادهم في ميدان اللؤلؤة، مضيفة: «فكيف بعد هذا يجرأ السّفير الأمريكيّ في البحرين على أن تطأ قدماه بلداتنا ومدننا؟! وكيف به لا يخجل من رؤية من سفكت دماء أبنائهم؟! بل كيف ما زال المسؤولون الأمريكيّون يعملون على استغفال شعبنا، فيمارسون الكذب تكرارًا و مرارًا دون خجل أو استحياء»؟!
وأعلنت القوى الثوريّة عن موقفها تجاه هذه الزيارة «نحن في القوى الثوريّة قد اتّخذنا موقفًا سياسيًّا واضحًا حيال سياسة الإدارة الأمريكيّة في بلدنا وتجاه ثورة شعبنا، وهو إدانة هذه السّياسة الاستكباريّة والإرهابيّة، واستنكارها، ومجابهتها، واعلاء الصوت برفض زيارة وزير الخارجيّة الأمريكيّ إلى البحرين».
ووجّهت دعوتها لأبناء الشّعب البحرانيّ للتّظاهر والتعبير بكافة أساليب الاحتجاج رفضًا لهذه الزّيارة «المشبوهة» في توقيتها ومكانها، واستنكار سياسة الإدارة الأمريكيّة تجاه الثورة والشعب، ورفضًا لزيارة أيّ مسؤول أمريكيّ للبلدات والمدن البحرانيّة والفعاليّات الشعبيّة والدينيّة.