إثر إقدام المحاكم الخليفيّة على إصدار قرارات بإسقاط الجنسيّة عن المواطنين الأصلاء بإيعاز من الديكتاتور حمد، هبّ الشعب البحرانيّ الأبيّ إلى مواجهة هذه القرارات والاصطفاف مع هؤلاء المسقطة جنسيّاتهم الورقيّة ظلمًا وعدوانًا، في حرب الوجود التي يشنّها العدوّ الخليفيّ والمحتلّ السعوديّ برعاية بريطانيّة.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير دشّن مشروعه الثوريّ تحت شعار «وطني جنسيّتي»، يوم الأحد 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، تضامنًا مع المسقطة جنسيّتهم، وقد اشتمل على عدّة فعاليات ثوريّة، واجتماعيّة، وإيمانيّة.
بدأه بحملة التغريد «وطني جنسيّتي» التي لاقت تأييدًا واسعًا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعيّة، ونُشرت التغريدات التي تبيّن تمسّك البحرانيين بجنسيّتهم، وبقاءهم على وطنيّتهم وهويّتهم، وإن مزّق العدوّ الدخيل أوراقهم الثبوتيّة.
وجاءت التغريدات أيضًا مؤكّدة أنّ البحرانيّين المسقطة جنسيّاتهم من الكيان الخليفيّ الغاصب لأرض البحرين، يستمدّون شرعيّتهم من تراب الوطن، الذي بذره الأجداد، وسقوا نخيله من عرق جبينهم، وسيبقى للأحفاد، فمنه أصلهم، وإليه انتماؤهم، في وقت لا يعرف موطن آل خليفة الأصليّ، الذين كانوا عبارة عن قبيلة بدو ترتحل من مكان لآخر تغزوه وتحتلّه بالقوّة.
وأنّ الأرض تشهد على وطنيّة هؤلاء البحرانيّين، التي لا يحويها زمان أو مكان، فهم باقون في وطنهم لأنّه جنسيّتهم التي منح العدوّ الخليفيّ، الذي لا وطن له ولا جنسيّة، نفسه الحقّ بإسقاطها ضمن قرارات صوريّة.
هدفت هذه الحملة إلى كشف زيف هذا الكيان الغاصب، وحقيقة مشروعه اللاإنسانيّ في تغيير ديموغرافية البحرين، عبر إسقاطه الجنسيّة عن الأصلاء، ومنحها للأجانب الذين حتى لا يفقهون اللغة العربيّة.
وضمن الإطار الاجتماعيّ أيضًا انطلقت بدءًا من السبت 5 ديسمبر/ كانون الأوّل 2015، وعلى مدى أيّام فعاليّة زيارة عوائل المسقطة عنهم جنسيّاتهم الورقيّة، التي افتتحت باكورتها بلدة كرّانة.
وكان سماحة شيخ المجاهدين الجدحفصي قد جال في مقدّمة الوفود الزائرة على عدّة بلدات منها: كرّانة،عاصمة الفن الثوريّ باربار، قلب الثورة بني جمرة «وهي تضمّ العدد الأكبر من المواطنين الأصلاء المسقطة جنسياتهم الورقيّة»، عاصمة الثورة سترة، السنابس، الدراز،القريّة، مقابة، سار، توبلي، كما شاركت وفود نسويّة في بلدة المرخ، وقام وفد نسويّ بزيارة منزل قامة الوطن الرمز الأستاذ حسن المشيمع في مدينة جدحفص.
وأكّد أهالي هذه البلدات الصامدون وقوفهم إلى جانب عوائل المسقطة جنسيّاتهم الورقيّة، وتضامنهم مع أبنائها، مقدّمين لها درع الصمود «وطني جنسيّتي».
وتظهر الصور الملتقطة لأفراد هذه العوائل وهم يتلّقون درع «وطني جنسيّتي»، مدى صمود هذه العوائل الأصيلة التي رفضت الخنوع للطغيان الخليفيّ.
يوم السبت 5 ديسمبر/ كانون الأوّل 2015 أقيم تجمّع تضامنيّ مع المواطنين الأصلاء المسقطة عنهم جنسيّتهم الورقيّة ظلمًا، في المعامير، شارك فيه عبر كلمة مسجّلة، كلّ من سماحة الشيخ محمد التلّ والدكتور إبراهيم العرادي.
حيث ذكر الشيخ التلّ، بعد توجيهه التحيّة للشعب البحرانيّ، أنّ الذين يطالبون بمطالبهم لا غاية شخصيّة لهم بها، بل هي من أجل الله والوطن والشعب، فهم شرفاء، مخلصون، مؤمنون بعدالة مطالبهم، وأنّ أهل البحرين هم أحرار وليسوا عبيدًا لآل خليفة، الذين جاؤوا من الزبارة واحتلوا البحرين غصبًا ودخلوها بقوّة السلاح والنار، فأرض البحرين ملك للبحرانيّين، أمّا آل خليفة فليس لهم حتى الحقّ في أن يسكنوها بهذه الطريقة، مضيفًا أنّ ما حدث عام 2001 أوضح لكلّ العالم والمراقبين والشعب أنّ آل خليفة غدروا بشعب البحرين، وسرقوا السلطة والحكم، فالشعب كان يريد المشاركة ولكن آل خليفة رفضوا ذلك وأصرّوا على الاستفراد بالحكم وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق، لذلك فإنّ كل القوانين التي سنّت منذ 2001 وحتى قبله هي باطلة ولاغية بحكم الشرع.
أمّا الدكتور العرادي فقد وجّه التحيّة لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، مشيدًا بفعاليّاتهم وتظاهراتهم التي لا تدافع فقط عن الـ 210 مواطنين المسقطة جنسيّاتهم وهو واحد منهم، بل تدافع عن شعب بأكمله، لأنّ واقع الأمر يقول أنّه لا ضمانات لأي أحد في هذا البلد، فحقوق الجنسيّة مسلوبة من الكلّ.
الفعاليّات الثوريّة والحراك الشعبيّ الغاضب تحت شعار «وطني جنسيّتي»
تضامنًا مع المسقطة جنسيّاتهم الورقيّة ظلمًا وعدوانًا، انطلقت يوم الثلاثاء 1 ديسمبر/ كانون الأوّل 2015 تظاهرة غاضبة في البلاد القديم حملت شعار «وطني جنسيّتي»، رفضًا لجرائم العدوّ الخليفيّ وانتهاكاته البشعة لحقوق الإنسان، وسط شعارات التنديد بما يقترفه العدوّ الخليفيّ بحقّ المواطنين الأصلاء من سجن، واختطاف، وتعذيب، وإسقاط جنسيّة، وقد شاركت حرائر الثورة إلى جانب الثوّار الأبطال الذين حملوا أعلام البحرين، وصور الرموز القادة الأسرى.
كما شارك غالبيّة أهالي البحرين في التظاهرات التضامنيّة التي عمّت أرجاء المدن والبلدات في جمعة «وطني جنسيّتي»، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأوّل 2015، في المرخ، أرض الفخر والفخار عالي، المعامير، الدّيه، البلاد القديم، الدير، صدد، شهركان، وكرباباد حيث تقدّم المتظاهرين سماحة الشيخ الجدحفصي، وأبو صيبع والشاخورة بمشاركة من آباء الشهداء ورجالات الصمود، وكان حضور حرائر الثورة لافتًا في هذه التظاهرات التي رفعت فيها يافطات كتب عليها: «وطني جنسيّتي، وهل يمكن إسقاط الوطن»؟
عاصمة الثورة سترة شهدت هي الأخرى تظاهرة ثوريّة ، تميّز الحضور النسويّ فيها، فيما صدحت الحناجر بشعاراتٍ مندّدة بانتهاك النظام الخليفيّ للمعاهدات الدوليّة والقانون الدوليّ، عبر إسقاطهِ الجنسيّة عن المواطنين الأصلاء على خلفيّة آرائهم السياسيّة.
وقد تعرّضت هذه التظاهرة لهجومٍ إجراميِّ شرس من قبل عِصابات المرتزقة الخليفيّة، مدعومة بقوّات الاحتلال السعودي.
في السياق نفسه أقيمت وقفتان ثوريّتان في بني جمرة والسهلة الجنوبيّة، اجتمع فيهما الأهالي معلنين تضامنهم مع المسقطة جنسيّاتهم الورقيّة.
لم تقتصر فعاليّات جمعة «وطني جنسيّتي» الثوريّة على التظاهرات والوقفات بل انطلق البحرانيّون بحراك ثوريّ غاضب، أثبت أنّهم قلب واحد في وطن واحد.
فقد أشعل الثوّار الأبطال في توبلي نيران الغضب استمرارًا بالحراك الثوريّ وتمسّكًا بأهداف الثورة، وفي بلدة راية العزّ النويدرات، وتمسّكًا بالنهج الحسينيّ المقاوم، نزلوا للساحات مسدّدين نيران الدفاع المقدّس على عصابات المرتزقة التي ما توانت عن مهاجمتهم بالغازات السامة مغرقة الأحياء السكنيّة بها، والحال لم يختلف في عاصمة الثورة سترة حيث قطع فرسان الميادين شارع الشهيد أحمد فرحان، وطاردوا آليات المرتزقة بنيران الدفاع المقدّس، وفي عالي حيث تصدّوا بشجاعة لعصابات حمد بنيران الدفاع المقدّس، وفي إسكان سلماباد، وبوري حيث قطعوا الشارع العام، وفي العكر حيث نزلوا للساحات متحدّين عنجهيّة المرتزقة تضامنًا مع المسقطة جنسيّاتهم الورقيّة ظلمًا وعدوانًا.
وفي النعيم أحكم الثوّار الأباة سيطرتهم على شارع الحكومة، مشعلين نيران الغضب في وسطه تضامنًا مع الأحبّة الأسرى «تيجان الوطن».
وتعبيرًا عن رفض استعراض نجل الديكتاتور حمد «مدلل أبيه» ناصر، في إقامة سباقات رياضيّة تستنزف خزينة البحرين وتشلّ البلد، عمد ثوّار البحرين، عشيّة السباق، إلى إعلان تضامنهم مع المسقطة جنسيّاتهم الورقيّة على قطع شارع 14 فبراير الحيويّ، الذي أرغم الكيان الخليفيّ على إغلاقه.
كما أحكموا يوم السبت 5 ديسمبر/ كانون الأوّل 2015، سيطرتهم على شارع قصر الديكاتور، ولثلاث مرّات متتالية تمكّنوا في بلدة الحجر من إشعال نيران الغضب قرب شارع 14 فبراير، حيث ارتفعت أعمدة الدخان بكثافة، وذلك تحت العنوان الموحد «وطني جنسيّتي».
وتمكّن أبطال الميادين من الوصول إلى شارع الدانة الحيويّ، وأرغموا عصابات المرتزقة على إغلاقه، بعد أن عجزت أمام التكتيكات الثوريّة الجديدة، كما أحكموا سيطرتهم على الشارع التجاريّ ببلدة توبلي.
وفي كلّ من صدد وأبو صيبع والشاخورة، رفع الثوّار الأبطال أعمدة الغضب في أكثر من محور ولأكثر من مرة.
وقد جاء هذا الحراك استنكارًا لما ينتج عن كلّ سباق أو استعراض يقوم به الديكتاتور الأصغر ناصر، حيث تتعطّل الحياة في البحرين، وتتأثر مصالح المواطنين، بعد أن تقوم وزارة الداخليّة الخليفيّة بإغلاق الشوارع لإنجاح نشاطه.
حملة «وطني جنسيّتي» مستمرّة ما دام العدوّ الخليفيّ يمنح نفسه حقّ إسقاطها عن المواطنين الأصلاء، وهو الذي لا هويّة له ولا موطن، بينما كلّ بحرانيّ متجذّر في أرض البحرين كشجر النخيل.