إحياءً لذكرى الشهداء الكرام، وتخليدًا لدورهم الرياديّ في الدفاع عن عزّة الوطن وكرامته، أحيت جماهير بلدة المعامير يوم أمس الجمعة 21 أغسطس/ آب 2015 ذكرى الشهيد الشيخ «جمال العصفور».
فقد انطلقت هذه الجماهير في مسيرة تأبينيّة شارك فيها حشد من أهالي بلدة المعامير، إلى جانب حرائر الثورة، وسط شعارات نادت بإسقاط الديكتاتور حمد، والقصاص من قتلة الشهداء.
كما عبّر أهالي المعامير عن عزمهم الراسخ على مواصلة درب الشهداء، وتصعيد الحراك الثوريّ حتى تحقيق أهداف الثورة.
والشهيد الشيخ جمال العصفور، من مواليد 1958/ المحرّق، انتقل إلى قرية المعامير وعاش فيها، تميّز بالخلق، والطيب، والذكاء، والشجاعة حتى عندما كان في السجن، وكان محبوبًا ودائم الابتسامة، وكان له دور رياديّ في التوعية الدينيّة والإرشاد.
في العام 1979 أسّس «جماعة أنصار الشهداء»، كما قاد إحدى أكبر التظاهرات الشهيرة في تاريخ البحرين في 29 من شهر رمضان، إثر اعتقال بعض العلماء وهم: والده الشيخ علي، والشيخ جاسم قمبر، والشيخ محمد علي العكري.
في مارس 1981، اعتقل الشهيد مع أعضاء حركته بعد مداهمة مقرّات الحركة، ومصادرة ما فيها، وتعرّضوا لأشدّ أنواع التعذيب والتنكيل على يد الجلادين، وحكم بالسجن لمدّة سبع سنوات.
بعد أن عجزت الأجهزة الأمنيّة أمام صموده، عمدت إلى دسّ السم له في طعام إفطاره في السجن في شهر رمضان، فتسمّم كلّ دمه، واشتد المرض عليه، فأطلقت الداخليّة سراحه لينقله أهله إلى مستشفى السلمانيّة التي منعها النظام من الاستمرار في معالجته، فأخذه أهله إلى مستشفى «البحرين الدوليّ»، وبعد يومين انتقلت روحه الطاهرة إلى ربّها، وكان ذلك في 19/8/1981م، حين تحقّقت أمنيته بالشهادة.
وقد شيّع الشعب بجماهيره الحاشدة ،جنازة الشهيد إلى مقبرة الشيخ سهلان في العكر، بالهتافات والشعارات التي تندّد بالنظام الحاكم.