فاجعة هدم قبور أئمّة البقيع تكشف البيئة الفكريّة التي ترعرع فيها الفكر الداعشيّ.
هذا ما أكّده البيان الصحفيّ الصادر عن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم أمس السبت 25 يوليو/ تموز 2015 بمناسبة الثامن من شهر شوّال، ذكرى هدم أضرحة أئمّة أهل البيت «عليهم السلام» وقبابهم على يد الوهّابيّين السعوديّين، حيث جاء في البيان أنّ هذا التاريخ يعود بذاكرة المؤمنين إلى الجريمة التي اقترفها الوهابيّون التكفيريّون، بالتحالف مع عصابة آل سعود في العام 1343 هجريّة، عندما أقدموا على هدم أضرحة أئمّة أهل بيت النبي محمّد «عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام»، وجرف قببهم الشريفة في مقبرة البقيع الغرقد، بالإضافة إلى هدم قبور الأولياء والصالحين وبعض الصحابة الكرام، وتخريب الآثار الإسلاميّة العظيمة التي تعود لصدر الإسلام.
وفي إشارة إلى تبعات هذا الفكر المتعجرف أضاف بيان الائتلاف أنّ هذه الذكرى توضح للرأي العام الجذور العفنة لمرتكزات العصابات التكفيريّة الإرهابيّة المنتمية للمدرسة الوهابيّة الضالة، والتي أخذت اليوم تنشر الخراب والدمار والقتل والفساد أينما وجدت، مؤكّدًا أنّ الدواعش الإرهابيّين وأمثالهم من الوحوش الهمجيّة هم فروع من تلك الشجرة الخبيثة الملعونة التي تكنّ العداء للمؤمنين، وتنصب البغض والشنآن لآل البيت «عليهم السلام» ولأتباعهم ومحبّيهم من كلّ الطوائف والمذاهب، فهم يتباهون بمجازرهم ودمارهم وتخريبهم لأضرحة الأولياء والصالحين، بما لا يخفي منابع فكرهم الفاسد المتشرّب من المعتقدات الوهابيّة المنحرفة والممقوت من قبل عموم المسلمين بلا استثناء.
وشدّد بیان ائتلاف شباب ثورة 14فبرایر على «أنّه مع هذه الذكرى الأليمة، لا بدّ لشعوب العالم الإسلاميّ من أن تجدّد صرختها الحقّة والصادقة بوجه النظام السعوديّ الوهابيّ المتغطرس، والذي يتحمّل المسؤوليّة الكاملة عمّا ترتكبه حثالات الدواعش من جرائم بشعة بحقّ الإسلام والإنسانيّة، ذلك أنّ النظام السعوديّ المجرم هو الحاضنة الأم للفكر الداعشيّ التكفيريّ، والممول والداعم والراعي الرسميّ له، الأمر الذي يتوجب استئصال هذا النظام من جذوره والتصدّي بحسم وحزم لكلّ ما ينشره من خراب وإرهاب وازهاق للأرواح البريئة في اليمن وسوريا والعراق والبحرين».
وفي ختام بيانه أشار إلى جرائم الكيان السعوديّ تجاه شعب البحرين الأبيّ الذي لن ينسى جرائم النظام السعوديّ بحقّه، عندما احتلّ أرضه في العام 2011، وهدم نحو أربعين مسجدًا، وحرّض على اعتقال العلماء والنخب المثقفة، وهتك الأعراض، وسفك الدم الحرام، وبثّ الفتنة الطائفيّة بين أبناء الشعب الواحد.