"بسم الله الرحمن الرحيم"
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمّد بن عبدالله، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المُنتجبين.
قال رسولُ الله (ص):"شَهرٌ هُوَ عِندَ اللهِ أَفضلُ الشُهورِ، وأيامُه أفضَلُ الأيامِ، ولياليه أفضَلُ الليالي، وساعاتُه أفضَلُ السَاعاتِ".
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وإطلالة هلاله السعيد، وإشراقة أنواره الوضاءة والمفعمة بالخيرِ والبركةوالكرامة، نزفّ أسمى آيات التهاني والتبريك لكم يا أبناء شعبنا البحرانيّ المؤمن المجاهد، سائلين الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وجهادكم في لياليه وأيامه.
شعبنا المقاوم.. إنَّ شهر رمضان المبارك، هو ربيعُ العبادة والابتهال إلى الباري سبحانه وتعالى، والتضرّع إليه بالأدعية والأذكار المأثورة وبالأعمال الصالحة، والتقرّب إليه بأفضل الأفعال، كإعانة المظلوم الملهوف، وإنقاذ العباد من التيه والضلال، والعمل من أجل إقامة العدل والإنصاف بين النّاس، وذلك كما جاء في الدعاء المأثور في هذا الشهرالكريم: " اللهمَّ إنّا نرغبُ إليكَ في دولةٍ كريمة، تَعّزُ به االإسلامَ وأهلَه وتُذلُ بها النفاقَ وأهلَه، وتجعلُنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك، وترزُقنا بها كرامةُ الدنيا والآخِرة ".
شعبنا العزيز.. شهر رمضان المبارك، مدرسةٌ لإعداد الإنسان، المؤمن المقاوم الصابر والمجاهد الذي لايلوي عنقه للملذات الشيطانيّة، تعبّداً لله عز وجلَّ وامتثالاً لأمرهِ سبحانه وتعالى، فبجوعنا وعطشنا وصبرنا ومقاومتنا لأهواء أنفسنا، نصقلُ أرواحنا ونروّضها على تحمّل المزيد من الصعاب والشدائد، وأن نكون قادرين بكل يسر وسهولة على امتلاك زمام أنفسنا وإخضاع جوارحنا، ونشدّ على جوانحنِا حتى نصبح كالجبال الرواسي لا تهزنا العواصفُ ولا تُزلزلنا القواصف، نخوض عبابَ الصعابِ وغمارَ الملاحم دون أن نُعطيل لذل والهوان سبيلاً على أنفسنا ودون أن نمدَّ يد المساوم على حساب المبادئ والقيم للمعتدين والطغاة.
شبابنا الثوريّ.. إنّالصيامَ ينبوعُ العطاءِ الزاخر بالمَعنوياتِ والمكارمِ ولابدّ للمؤمنِ المجاهد، المنهمك في مقاومةِ الظالمين، أن لا يفوتهُ هذا الموسمُ الروحاني إلَّا وقد ازداد إيماناً، وصبراً، وتوكّلاً، وعزماً، وإرادةً في النزولِ الى سُوحِ المواجهة مع الباطل وأهلهِ.
فهلِمّوا يا ليوثَ ساحات الوغى، ويا أبطال الهيجاء ويا رجالَ الصبر والجهادِ والصمود، للتزوّد من المائدة الربانيّة هذه، التي ستمتدّ طوالَ هذا الشهر الفضيل.
فلا كسلَ ولاغفلةَ ولا تراخيَ عن حَثِّ الخطى في طريق الجهاد ومقاومة الطغاة والمستكبرين، فيداً بيد نحو تحقيق أهدافنا السامية التي نصّ عليها ميثاق اللؤلؤ، يداً بيد نحو تقرير مصيرنا وبناء وطننا الغالي، يداً بيد نحو إنهاء الحكم الخليفيّ الفاسد، وما النصرُ إلا من عند الله.
اللّهم ارحم شهداءناالأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
ائتلاف شباب ثورة 14فبراير.
السبت 28 يونيو / حزيران 2014م.
البحرين المحتلّة