بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمّد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
تنعقد اليوم ( الثلاثاء 25 مارس / آذار 2014 ) القمّة العربيّة الخامسة والعشرين، في دولة الكويت الشقيقة، في الوقت الذي لم یعد خافیاً علی أحد في العالم ما یعانیه الشعب البحرانيّ من اضطهاد وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقمع للحريّات، حيث أمعن النظام الخليفيّ في ارتكاب الجرائم الممنهجة ضدّ أبناء الشعب البحرانيّ وضدّ هويّته ومقدّساته وكرامته، في محاولة لإخماد صوت هذا الشعب الذي یروم من خلال ثورته وحراكه الجماهيريّ تحقيق تطلعاته المشروعة في تقرير مصيره وإنهاء الحكم الديكتاتوريّ.
ومع انعقاد القمّة العربيّة الحالية، فإنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، نؤكّد على التالي:
أولاً: إنّ شرعيّة أيّ نظام وقانونيّته إنما يستمدّها بما يُمثل من قبول شعبي، لذا فإننا اليوم نعلن للعالم وللرؤساء العرب المشاركين في القمة العربیّة في دورتها الـ 25، بأنّ وفد النظام الخليفيّ المشارك في هذه القمّة، لا يُمثّل الشعب البحريني، ولا يُمثّل تطلّعاته أبدًا، فقد أسقطت ثورة الرابع عشر من فبراير في 2011 م أيّة شرعيّة شعبيّة وقانونيّة لهذا النظام.
ثانيًا: لا تزال القمّة العربيّة تتبع سياسة ازدواجيّة المعايير، وتصم آذانها عن أنين شعب البحرين وأوجاعه، إذْ كان من الأجدر تجميد عضویّة النظام الخلیفيّ في جامعة الدول العربيّة ومنع ممثليه من حضور اجتماعات وقمم الجامعة، وذلك بعد أنْ فقد شرعيّته الشعبيّة والدستوريّة، وأوغل في سفك دماء الشعب البحراني وهتك مقدّساته وحُرماته.
ثالثاً: ما كان للنظام الخليفيّ أن يستمرّ في السلطة حتى اليوم، إلا بدعمٍ عسكريّ مباشر لقوّات الاحتلال السعوديّ المسمّاة بـ «درع الجزیرة»، والتي عبّر شعب البحرين عن رفضه لبقائها، بعد ما احتلّت أرضه وأضاعت البوصلة التي من المفترض أن توجّه نحو نصرة شعب فلسطين وتحرير أرضه من دنس الاحتلال الصهيونيّ كما تنص بيانات القمم العربيّة دوماً، بل لم تترك هذه القوات الغازية جريمًة بشعة إلا وارتكبتها، فهدمت بيوت الله، وحرقت القرآن الكريم، وسفكت الدماء، وتعدّت على حُرمة الأعراض، وها هي سجون النظام وقد مُلئت بالمواطنین الأحرار الذین لا ذنب لهم سوی التعبیر عن آرائهم في رفض الحكم المتسلّط علیهم بالنّار والحدید، كما أنّ أعداد الشهداء وضحايا النظام من الجرحى وغيرهم في ازدياد نتيجة استخدام النظام الخليفيّ وقوات الاحتلال السعودي للأسلحة المحظورة دولیّاً في قمعهما للحِراك السلميّ في البحرين.
وهنا نرفع الصوت للمجتمعين في القمة العربيّة بضرورة إلزام قوّات الاحتلال السعوديّ وأيّة قوة خليجيّة أو أجنبيّة أخرى بالانسحاب فوراً من أرض البحرين، وعدم الوقوف حجر عثرة أمام تطلعات شعب البحرين في العيش بكرامة وحريّة واستقلال.
خِتامًا: إنّ شعب البحرين المسلم المسالم قد انطلق في ثورته المجيدة، وقدّم الشهداء والقرابين والتضحيات من أجل أن يرسم مستقبله المشرق، ومن أجل أن يتخلّص من الاستبداد والظلم والديكتاتوريّة، ومن أجل أن يقرر مصيره بيده، ويبني وطناً حراً كريماً مكتمل السيادة، تصان فيه حقوق الإنسان وتحترم فيهِ الحريّات، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يمن على شعوب العالم العربيّ والإسلاميّ بالرخاء والسلام، وأن تتحقق تطلعات الشعوب الثائرة على الظلم والاستبداد، إنّه سميع مجيب الدعوات، وما النصرُ إلا من عند الله.
اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 25 مارس / آذار 2014 م
البحرين المحتلّة