بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلِّ على محمّد المُصطفى وعلى آله الطيبين الأطهار وعلى أصحابه المنتجبين الأخيار.
نستهلُّ هذا البيان بتكرار تلك الكلمات الخالدة التي صدحت بها بطلة كربلاء زينب الكبرى ( عليها سلام الله) في وجه يزيدِ عِصرها، لنقول ليزيد عصرنا الطاغية حمد بن عيسى:
( فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك الا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين ).
أتى صبح هذا اليوم من عاشوراء البحرين مظلماً، وحرب الأمويين على الحسينيين شاهرة، هجمةٌ مجنونة طالت خطباء المنبر الحُسيني والرواديد، وتهديداتٌ جبانة أُرسلت للقائمين على الحسينيات، وتعدياتٌ صارخة على المجسّمات واليافطات العاشورائيّة، هي صفحةٌ سوداء تجددت، خطّها حفيد الشجرة الملعونة حمد بن عيسى بحربهِ الشعواء ضدّ شعائر الإمام الحُسين عليه السلام.
يا حمد بنْ عيسى: عليك أنْ تعلم جيداً منْ هو الإمام الحُسين، وعليك أنْ تعلم بأن حربك عليه وعلى مراسم عاشوراء ومواكب العزاء وخدّام الحُسين عليه السلام هي حربٌ حمقاء طائشة وخسارتها مؤكدة، ولكَ فيما حلّ بآبائك وأسلافك السفيانيين عِظةٌ وعِبرة.
إنّ التعدي السافر والدنيء على الشعائر الحسينيّة مُنذ بدء عشرة محرّم الحرام هو تتمة لمسلسل التطاول والتعدي على الشعائر الدينية وهدم المساجد وحرق القرآن ومحاربة الهويّة الدينية، وهو يتطلب من الجميع موقفاً حازماً، فمثل هذه الجرائم يجب أنْ لا تمرّ دون ردّ، وردّ هذا الشعب الصابر سيكونُ مؤلماً، فهو الذي اتخذ منْ عاشوراء منهجاً وثورة.
وختاماً: مهما سعى الكيان الخليفيّ في ثني الشعب وخطباء المنابر ورواديد المواكب والقائمين على المآتم عنْ إقامة الشعائر الحُسينيّة التي أقيمت على هذه الأرض الطاهرة منذُ مئات السنين، فإنه سيصدم بحجم الإصرار الكبير والتمسّك القويّ بهذه الشعائر العظيمة، بل وسيتضاعف حجم التفاعل والحضور الشعبيّ الحاشد فيها، فلنْ نتنازل أبداً عنْ إحياءِ هذه الذكرى الخالدة في وجدان البشريّة، وسنحافظُ عليها وسنقيمها ولو كلّفنا ذلك أنْ نبذل الأحمر القاني، فإننا للموت عُشّاق الحُسين، وسيثبت شعب ثورة الرابع عشر من فبراير أنه قادر على أن يدافع عنْ هويته الدينية وشعائره ومعتقداته بكل ما يملك منْ وسائل ردعٍ ودفاعٍ ومقاومة، فانتظروا اللهب الكربلائي يسطعُ من جباه الحسينيين الثائرين في كل الميادين، وما النصرُ إلا منْ عند الله.
اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم ..
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأحد 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2012م