بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلام على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين، المبعوثِ رحمةً للعالمين، المُصطفى الأمجد المُسمّى في السماءِ بأحمد وفي الأرضِ بأبي القاسمِ محمّد وعلى آلِ بيتهِ الطيبينَ الطاهرين وأصحابهِ المنتجبين.
قال اللهُ سبحانهُ وتعالى في محكمِ كتابهِ الكريم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.. صدق الله العلي العظيم.
منْ جديد عُدنا إلى قلبِ العاصمةِ المنامة، عُدنا بعنفوانٍ متّقد، وبإرادةٍ لا تقهر، عُدنا إلى المنامةِ لأنّ الأمل لا يموت، والفِكرة لا تموت، وعطاءَ جماهيرنا لا ينضب، عُدنا لنُعلنها صرخة مدوّية بمطلبِ إسقاط النظام الديكتاتوريّ ونيل حقّ تقرير المصير.
في هذا اليوم العظيم، عيد الأضحى المبارك، الذي جعلهُ الله للمسلمين عيداً، ولمحمدٍ صلى الله عليهِ وآلهِ ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيدا، نشدّ الرحال مع الإمام الحُسين (عليه السلام) الذي قطع حجّه، وتوجّه إلى كربلاء، مجاهداً في سبيل الله ودفاعاً عن بيضة الإسلام وصون كرامة الإنسان، نسير على خطاه، ونستلذُ بتسطيرِ مواقفِ البطولةِ والجهاد، فمنْ مدرسةِ كربلاء العظيمة نتزوّدُ الدروس والعِبر للاستمرارِ في ثورتنا المجيدة، حتى نحظى بإحدى الحُسنيين: نصرٌ على الطغاةِ منْ آلِ سعودٍ وآل خليفة، أو شهادةٌ في سبيلِ الله، وفي سبيل القيم الإنسانيّة والإيمانيّة.
يا شعب أوَال العظيم،
إنّ فعاليتنا الكبرى اليوم في قلبِ العاصمة المنامة، جاءت لِتُؤكد موقفنا التضامنيّ مع أهلنا في عِكر الشهامةِ والكرامة، عِكرُ البطولةِ والأمجاد، ولِنُنذر هذا الكيان الغاصب منْ مغبّة تِكرارِ جريمة الحِصار على أيّ بلدةٍ منْ بلداتنا، فمثلُ هذه الجرائم لنْ تكون دون ثمن، وعلى الكيان الخليفيّ المجرم أنْ يدفع فاتورةً باهضة لما اقترفتهُ يداه منْ جرائم ضدّ الإنسانيّة.
كما نُؤكد – في هذا اليوم- بأنّ مرحلة العصيان المدنيّ لمْ تسقط، وهي قادمةٌ قادمة لا محالة، وهي مرحلةٌ تتطلبُ الاستعداد الدائم والتهيؤ من الجميع دون استثناء من أجلِ إنجاحها وقصم ظهر النظام الخليفيّ، فمن النهج الإبراهيميّ في هذه الأيام المباركة تعلمنا معنى التفاني والتضحية بكلِ ما نملك في هذا الدنيا الفانية منِ أجل إحقاق الحقّ، ومن كربلاء الإباء وحسين الفداء وعبّاس الثبات وزينب الصبر سنرسم طريقنا نحو النصر المظفر بإذن الله.
سنبقى مع أبناءِ شعبنا في سوحِ الجهادِ والمقاومة، نُقارعُ الطواغيت حتى إسقاطهم، نُقارع الديكتاتور المجرم حمد، حتى إسقاطهِ وإسقاطِ زمرته الفاسدة، نعم نُطلق موقفنا منْ قلبِ العاصمة المنامة، بأنّنا لنْ نقبل بأيّ حلولٍ ترقيعيّة يسعى لها الكيانُ الخليفيّ بتخطيطٍ أمريكيّ وبريطانيّ، فقد قالها الشعب مُنذُ ذلك الخميس الدامي، ذلك الخميس الذي نُقِش بالأحمر القاني: منْ بعد الخميس أنهينا الكلام، والشعبُ يُريد إسقاط النظام، على نهجِ شهدائنا نمضي إلى الأمام، لا نقبل المساومة، ولا نرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما، وما النصرُ إلا منْ عند الله.
كل عام وأنتم الأعلون يا شعبَ أوال العظيم، كل عام وأنتم منتصرون، كل عام والأمل الجميل هو عنوانكم يأ أعظم الشعوبِ صبراً وصموداً.
اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عن : ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير. يوم الجمعة 26 أكتوبر/تشرين الأول2012 م.