بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، نتقدم بالتهنئة والتبريك إلى أبناء الصوم والصلاة، عشّاق معركة بدر الكبرى والفتوحات العظمى، أبناء الشهداء الصائمين، إلى أهل التسليم للنبيّ الأميّ الهاشميّ العربيّ التهاميّ المكيّ خير الخلق محمّد صلّى الله عليه وآله.
إلى الشباب العاشق للآخرة، الطامح ليكون مصداقاً للأحاديث الشريفة: “ رهبان الليل، وليوث النهار”، تحيّة مباركة لكم، وتهنئة صادقة لعموم الشعب البحريني الصامد ولأهلنا وعزٍّنا في قطيف العزّة والكرامة بحلول شهر الله على أمتنا.
ما أشبه اليوم بالبارحة ، فها هي أنفاس المجاهدين اللاهثة وراء الحريّة تذكرنا بنفحات الإيمان التي حلّت بالمسلمين الذين أحاطوا برسول الإسلام وحموه ووقروه، وعاشوا معه الضنك في شعب أبي طالب (ع)،فقد تمسّكوا به (ص) وأطاعوه وتمسّكوا بالرسالة المحمديّة، حتى كتب الله النصر للرسول وللرسالة الحقة، وحينها أينعت ثمار الصبر، وقامت دولة العدل والإنصاف لكلّ البشر.
يا أهلنا الصابرين في أوال الخير..
قبلة على جباه الآباء الصامدين، وقبلة على أيدي الأمهات اللاتي يرسلن أبناءهن إلى ميادين الحريّة والكرامة، وانحناءة إجلال لشباب الثورة المرابطين في سوحِ النِزال والمواجهة..
شباب الثورة الذين كانوا ولا زالوا يلهبون ويُمدّون شعلة الثورة بوقود دمهم القاني، وجراحهم الغائرة التي تتفتق معها أزاهير الحريّة والنصر القادم، يزوّدون شعلة الثورة بسنين عمرهم خلف القضبان، وبأحلى أوقات العُمر التي نذروها للوطن ولثورته الكبرى التي آمنوا بها وأعطوها كلّ ما لديهم من صبر وتفانٍ، لكي تزهر ورود النصر المنتظر.
يحلّ الشهر الفضيل، شهر نزول القرآن المجيد، شهرٌ ولد فيه سيد شباب أهل الجنة الحسن المجتبى (ع)، شهر معركة بدر الكبرى، شهر "فزت وربّ الكعبة"، شهر ليلة القدر، شهر انتصار المستضعفين على المستكبرين.
يحلّ هذا الشهر المبارك بأجوائه الإيمانيّة التي تجعل أنفاسكم ياشباب الثورة والغيرة، يا خير من أنجبته أرضنا الطاهرة، تجعلها أنفاس الجهاد والنضال والتحدي، أنفاس الصابرين على طريق ذات الشوكة، وإن الله سبحانه وتعالى الذي نصر محمداً (ص) وصحبه في يوم بدر لا زال يظلل كل المؤمنين بهذه الرسالة بتأييده وقوته، وهو يخاطبنا في القرآن المجيد بقوله تعالى “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، وأنتم ياخيرة أوال ثابتو الأقدام، عزيزو الأنفس، رافعو الرؤوس، مُضحّون، صابرون، ناصرون للحق، فلا شك أنّ الله تعالى ناصركم ومؤيدكم بنصر من عنده، إنه على كل شيء قدير.
ياشباب ثورة اللؤلؤ العظيمة، لقد قررتم بإرادتكم الصلبة، أن تجعلوا شهر رمضان المبارك، شهر اشتعال الثورة إلى عنان السماء، شهراً لتقرير المصير وكسر كل حواجز الظلم، شهراً للتضحية والفداء، شهراً يعيد شجاعة أبطال بدر وشهدائها الأبرار، شهراً للطم وجه الظالم بتصعيد نوعي للحراك الشعبي، تصعيد يظلله إيمان ويقين بمالك النصر وواهبه.
وفي هذه المحطة الإيمانيّة، يدعو ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، لجعل هذا الشهر شهر وحدة وتآخٍ مع الذين آمنوا بالثورة وأهدافها النبيلة، شهرُ عمل وكفاح، شهر قرآن وجهاد، شهر تسليم لله رب العباد، لنكون بذلك مصداقاً للأحاديث الشريفة “رهبان الليل، وليوث النهار”.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدق عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير | السبت 21 يوليو / تمّوز 2012 م