بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين النبيّ الأمجد أبا القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين المنتجبين.
السلامُ على جماهير شعبنا الأبيّ المسلم المسالم،،
السلامُ عليكم يا جماهير حق تقرير المصير ،،
السلامُ عليكم يا منْ قاومتم طغيان آل خليفة وآل سعود، ورفضتم الركون لحكمهم الظالم،،
السلامُ على شهدائنا الأبرار ورموزنا المغيبين في السجون، السلامُ على أسرانا وجرحانا، وحرائرنا الصامدات،،
السلامُ عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،،
ها قد عادت فعالية الشعب الكبرى بذات شعارها ورونقها وقوتها، عادت وعاد معها الإصرارُ والعنفوان والتحدي، إنها فعالياتُ حق تقرير المصير، نعم عادت منْ جديد، لأن الأمل لا يموت، والفكرة لا تموت، والثورة لا تموت، ولأنّ شعارنا لنْ يستكين، وعزيمتنا لنْ تلين، ومهـــا فعــلتم ضـدنا .. حقُ المصير حقنا.
خرجنا في الرابع عشر منْ فبراير عام ألفين وإحدى عشر ميلادي ضد النظام الخليفي الفاسد، وها نحنُ بعد عام ونيف، وفي الثامن من يونيو ٢٠١٢ نُجدد ما رفعناه من شعاراتٍ وأهداف، لنهتف معاً مؤكدين على أهداف الثورة الحقّة منادين بإسقاط النظام الخليفيّ الدمويّ الفاسد، وبحقنا في تقرير مصيرنا واختيار نوعية النظام الجديد.
ياجماهير شعبنا الأبيّ المقاوم،،
لقد قلناها في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، بأننا على الخط باقون، وللنظام مقارعون، لا تفتُّ من عضدنا التضحيات، ولا يوقفنا القمع والتنكيل، لقد توافق شعبنا الصابر المحتسب، على أحقيته في ممارسة حقه الإنساني الثابت في تقرير مصيره وحقه في اختيار شكل النظام الذي يحكمه، فليس للنظام الخليفي أية شرعية منذ سفك دمائنا وخاض في أعراضنا، ونحنُ اليوم أمام حقٍ ثابت لا يحقُ لأحد أنْ يتنازل عنه نيابة عن الشعب، إنهُ حقُ تقرير المصير، وهو الحقُ الذي لا خلاف عليه، وهو حقٌ سيمارسه هذا الشعب الصابر المضحي عاجلاً أو آجلاً، ليثبت للعالم أن للشعوب قدرتها على إسقاط الأنظمة الفاسدة وتقرير مصيرها مهما كان حجم التضحيات.
ولكل من يريد أن يفهم، نعيد ونؤكد أنّ قرار منظمة الأمم المتحدة رقم (2955) حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة لها والمنسجمة مع ميثاق الامم المتحدة، هو حقٌ ثابت، وقد ثبّتت الأمم المتحدة هذا الحق مرة أخرى في قرارها رقم (2070) بتاريخ 30/11/1973 حيث طلبت من جميع الدول الاعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف.
وقد وسّعت الامم المتحدة من نطاق تطبيق حق تقرير المصير وجعلته أحد حقوق الانسان الاساسية كما جاء في العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والصادر في 16/12/1966م ، واصبح العهدان نافذا المفعول منذ عام1976م حيث نصّت المادة الاولى من العهدين على حق تقرير المصير بنص واحد موحد وهو: " تملكُ جميع الشعوب حق تقرير مصيرها وتملك بمقتضى هذا الحق حرية تقرير مركزها السياسي وحرية تأمين نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي"، ومع ذلك نحن لا نطلب هذا الحق من منطلقات وقوانين وضعية بل من أصالة ديننا ومعتقدنا الاسلامي الذي يرفض لنا العبودية والخنوع والاستكانة للحكم الظالم، وعليه نحن ماضون بحزم في تقرير مصيرنا ولا تراجع عن ذلك أبدا.
لقد عدنا في هذه الفعالية الجماهيرية، لنستذكر الشهداء والجرحى والأسرى الذين سقطوا في اعتصامات تقرير المصير العشرة التي مضت، لنؤكد لهم مجدداً، أنّ الهدف هو ذاته لم يتغيّر ولم يتبدّل، وإننا على العهدِ باقون.
لقد قرر شعبنا لمرة واحدة وأخيرة أن يسقط النظام ويرسم مصيره بيده، وأن يكون هذا الشعب شعباً حرّاً كريماً كبقية شعوب العالم المتحضر، وأن يكنس الاستبداد والظلم الخليفي إلى الأبد.
وختاماً: نوجّه التحية لكل رجالنا ونسائنا وشبابنا وشاباتنا المضحين منْ أبناء أوال الملاحم والعزائم، الذين لم يتعبوا ولم يكلّوا ولم يملّوا، وسيواصلون درب ذات الشوكة الذي يستعذبهُ المؤمنون، وقد وعد الله المؤمنين بالنصر، وما النصرُ إلا منْ عند الله.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار وثبّـت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
يوم الجمعة / جمعة تقرير المصير / الفعالية الجماهيرية الكبرى
" حق تقرير المصير 11 " ٨ يونيو / حزيران ٢٠١2م