بسم الله الرحمن الرحيم
شهدت الساحة السياسيّة البحرانيّة في الآونة الأخيرة طرحاً لجملةٍ من العناوين الهامّة والمفصلية، والتي تلامس جوهر حراكنا الثوريّ ونهجه وأهدافه ومستقبله، ما يتطلب منّا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، أن نوضح لجمهور ثورتنا المجيدة موقفنا السياسيّ تجاه هذه القضايا:
أولاً: حقّ تقرير المصير
إنّ حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، واختيار نظامها السياسيّ وشكل الحكم والسلطة، وكتابة دستورها بكامل إرادتها الحرّة، هو حقٌ كفلته كافة القوانين والشرائع الدوليّة، وتضمنته أبرز المواثيق والمعاهدات الأمميّة المتعلّقة بحقوق الإنسان. ونحنُ في الائتلاف، وانطلاقاً من رؤيتنا السياسيّة المنصوص عليها في ميثاق اللؤلؤ، نجدّد موقفنا بالتمسك بحقّنا في تقرير مصيرنا واختيار نظامنا السياسيّ، والخلاص من الحكم الخليفيّ الديكتاتوريّ، المستبدّ، القمعيّ، المنتهك لكلّ الحقوق والحريّات.
وهنا نضم صوتنا لكافة الأصوات الصادقة الداعية للتمسّك بحقّ شعبنا في تقرير مصيره، وأن يكون هذا المطلب المحقّ والقانونيّ عنواناً جامعاً لكلّ أطياف المعارضة الثوريّة والسياسيّة، وأن نقف متّحدين صامدين في وجه العدوّ الخليفيّ والمحتلّ السعوديّ.
ثانياً: الانتخابات النيابيّة والبلديّة
نحنُ في الائتلاف لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد أيّة انتخابات صوريّة وشكليّة يدعو لها كيان العدو الخليفيّ الفاقد للشرعيّة الدستوريّة والقبول الشعبيّ، وموقفنا المبدئيّ والثابت هو مقاطعة كافّة أشكال المجالس والوزارات والهيئات والأجهزة الخليفيّة وكلّ ما يمّت إليها بصلة، وعدم منح هذا العدو أيّة شرعيّة بأيّ شكلِ من الأشكال وتحت أيّ مبرر كان.
وهنا، نثمّن ونشيد بكلّ موقفٍ وطنيٍ صادقٍ وحاسم يدعو إلى مقاطعة شاملة للانتخابات النيابيّة والبلديّة المزمع انعقادها في الأشهر المقبلة، وندعم تفعيل خيارات العصيان المدنيّ وتصعيد كافة أوجه التمرد الثوريّ.
ثالثاً: القضاء الخليفيّ المسيّس
إنّ من أبرز مصاديق الفساد والظلم الذي يمارسه العدوّ الخليفيّ تجاه شعبنا، هو هذا القضاء الظالم المرتهن لسلطته المستبدة، والأداة المسيّسة بيده ليقوم بمهام قذرة للغاية، وإصدار الأحكام الجائرة ضدّ أبناء شعبنا، أحكاماً لا تستند لأيّ حقّ أو قانون أو معيار دوليّ، وهذا ما تؤكّده تقارير منظّمات حقوق الإنسان والجهات المختصّة بشؤون القضاء.
وأيضاً هنا، نضمّ صوتنا إلى الأصوات المؤيّدة لمقاطعة كافّة أشكال المحاكمات الخليفيّة الجائرة، وندعو السادة المحامين وإخواننا الأسرى وأخواتنا الأسيرات وأهاليهم الكرام الصابرين، لاتّخاذ مواقف واضحة، ومقاطعة هذه المحاكم الهزليّة، وعدم إعطائها الشرعيّة من خلال الحضور في جلساتها ومرافعاتها الكاذبة، فهي جزء لا يتجزأ من هذا الكيان الخليفيّ المجرم.
رابعاً: التجنيس السياسيّ والجريمة المنظّمة
لا يزال كيان العدوّ الخليفيّ وبدعم ومؤازرة من قبل المحتلّ السعوديّ، يعمل في الليل والنهار من أجل تغيير هويّة شعبنا الأصيل، والعبث في التركيبة الديموغرافيّة، وضرب التجانس السنيّ الشيعيّ والتعايش فيما بينهما، وذلك من خلال الاستمرار في مخططه الإجراميّ وتنفيذ مشروع التجنيس السياسي، وتفعيل سياسة الجريمة المنظّمة الرسميّة للفتك بأبناء شعبنا بكلّ الوسائل الخبيثة، والتي برزت العديد من مصاديقها الإجراميّة والإرهابيّة على أرض الواقع في السنوات الأخيرة، ولم يكن آخرها الطلق الناريّ الذي تعرّضت له إحدى الطالبات البحرينيات في داخل الحرم المدرسيّ، وهو فعل إجراميّ مدان ومرفوض.
خامساً: الاحتلال الغاشم
إنّنا نؤكد في الائتلاف على أهميّة أن تتوحد الجهود في تبيان الرفض الشعبي إزاء التواجد الغير مشروع لقوات الاحتلال السعودي، والاماراتي، والدرك الأردني، وغيرهم من القوات المرتزقة التي يستخدمها العدو الخليفيّ في قمع الحِراك السلمي في البحرين، لذا فعلينا جميعًا أنْ نتكاتف من أجل تطهير وطننا الغالي من دنس الاحتلال، ونحنُ نعتقد أنْ لا خلاص لنا إلا بالصبر والصمود وتفعيل المقاومة المشروعة بوجهِ الاحتلال الغاشم.
سادساً: شرعيّة الدفاع المقدّس
إنّ التزامنا بالضوابط الشرعيّة والقيميّة والأخلاقيّة، هو المنطلق لتمسّكنا الشدّيد بخيار الدفاع المقدّس الذي ينبعُ من واقع تمسّكنا بكرامتنا وعزّتنا التي لا نفرّط بها قيد أنملة، وهذا الخيار تأصّله النواميس السماويّة وحتى الدساتير الوضعيّة الدوليّة، وهذا هو عهدنا لشهدائنا وجرحانا وأسرانا بأنّ راية الدفاع المقدّس ستبقى ترفرف عالياً دفاعاً عن الأرض المحتلّة، وعن الأعراض المنتهكة، وعن الدماء المسفوكة، وعن المقدّسات والمساجد المهدّمة.
ختاماً: أمام هذه العناوين الكبيرة والهامّة، وفي هذه المرحلة المفصليّة من مسار ثورتنا، وفي خضم التطورات والمستجدات، فإننا في هذا اليوم المبارك ( الأول من يونيو / حزيران )، وهو يوم من الأيام العظيمة في ثورتنا، يوم الذكرى الثالثة لانتصار شعبنا المقاوم على قانون الإرهاب الخليفيّ – السعوديّ، أو ما يسمى بـ " قانون الطورائ " الذي سحق تحت الأقدام، وإذ نبارك لشعبنا هذا الإنجاز الكبير والتأريخيّ بهزيمة أسوأ قانون ومرحلة سوداويين شهدتهما بحريننا الغالية، فإنّنا نؤكد أنّ شعباً قادرا على سحق هكذا قانون، لهو قادرٌ على سحق من وضع هذا القانون وأسّس له. كما ندعو أبناء شعبنا للمزيد من الوعي واليقظة، ورصّ الصفوف والتلاحم، وتكثيف الحضور القويّ في الميادين والساحات، وتركيز السهام فقط وفقط، باتّجاه العدوّ الخليفيّ والمحتلّ السعوديّ، ومعاً نحو تقرير المصير، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير.
الأحد 1 يونيو / حزيران 2014م.
البحرين المحتلّة.