بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الهداة الميامين
قال الله جلّ جلاله في محكم كتابه الكريم: « وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ »..
صدق الله العلي العظیم.
السلامُ علیكم یا أبناء شعبنا البحرانيّ الأبيّ..
السلامُ علی السواعد الشریفة، والأفكار النیّرة للشریحة العمّالیة الكادحة المجاهدة..
تحیّة إجلال وإکبار لكم یا بُناة مستقبل بلدنا، ویا صانعي مجدنا، ویا حماة کرامتنا وعزّتنا.
أیُّها الشرفاء الأحرار، یا عمّال وطننا الحبیب البحرین، إننّا إذ نبارك لكم احتفاء العالم بيوم عيدكم العالميّ، ونثمّن فيه جهودکم الجبّارة في خدمة الوطن وتقدّمه وتطوّره، نحیّي فیكم الروح الأبیّة التوّاقة للعزّة، والكرامة، وللحریّة والاستقلال، والانعتقاق من قیود الذلّة، والخلاص من العدوّ الخليفيّ والمحتلّ السعوديّ.
ففي الوقت الذي یخوض شعبنا البحرانيّ الكریم غِمار ثورته العارمة ضدّ الدیكتاتوریّة الخليفيّة، ویقدّم في کلّ یوم قرابیناً من أعزّ أبنائه في هذا السبیل، یبرز الدور الوطنيّ المعطاء للشریحة العمّالیة في رفد الثورة، وإبقاء جذوتها مشتعلة ومضیئة حتی تحقیق الأهداف السامیة لثورة شعبنا المجیدة.
بالرغم من ممارسة العدوّ الخلیفيّ – المدعوم من الاحتلال السعوديّ والمرتزقة الأجانب – لأبشع الأسالیب وأقذرها في محاربة جماهير العزّة، وقمع تحرّکها التحرّري، وسفك المزید من دمائها، واعتقال الآلاف من المواطنین الذين في معظمهم من العمّال والموظفين، وزجّهم في سجونه المظلمة، وتعذیبهم والتنكیل بهم، لازالت أطياف شعبنا الأبيّ – بمن فیهم الشریحة العمّالیة الكادحة – مستمرّة في أداء واجبها الدینيّ والوطنيّ في مقارعة العدوّ الخلیفيّ، الذي لم یراعِ أبسط الحقوق الإنسانیّة، والأعراف الاجتماعیّة تجاه هذه الشريحة، فطبّق تجاهها سیاسة التجویع، وقطع الأرزاق، والفصل التعسفيّ الطائفيّ، والحرمان من حقّ العمل وضمان لقمة العيش الكريمة، ومصادرة حقّ تشكيل الهيئات النقابيّة الحرّة والمستقلّة، ومنع ممارسة حقّ الإضراب والاحتجاجات العماليّة السلميّة المناهضة للظلم والتعسّف، هذا إلى جانب تدنّي الأجور وتدهور الوضع المعيشيّ للعمّال، وعدم الاعتراف بحقوقهم، وتفشي البطالة خصوصاً بين أوساط خرّيجيّ الجامعات والمعاهد، بما يكشف مدى دناءة وخسّة هذا النظام الفاسد الذي يحاول إخماد الوهج الثوريّ في قلوب عمّالنا الأبطال بكافّة السبل، غیر أنّ السنوات الثلاث الماضیة برهنت عدم جدوی مثل هذه المحاولات البائسة، وفشلها في مواجهة شعب قرّر بكلّ شرائحه ومكوّناته وأطیافه أن ینهي حقبة مظلمةً خیّمت علیه سنين عديدة، وأن یستعید کرامته وعزّته وسیادته، مهما تعاظمت التضحیات ومهما تمادی العدو في ظلمه وجوره.
إنَّ الشريحة العمّالیة التي تبني وتعمّر الوطن بید، وتقاوم وتجاهد وتكافح بید أُخری، جدیرة بالتقدیر والتكریم، وإننّا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إذ نجدد في هذا اليوم العماليّ العالميّ دعمنا المطلق، وتضامننا المصیريّ مع هذه الشريحة الكادحة والشریفة، ونشدّ علی عضدها وهي تبني بعرق جبینها وبدمها الزکي مجد الوطن وعزّته، نهيب بالمنظّمات الدولیّة المعنيّة بشؤون العمّال في العالم للنهوض بمسؤولیّتها وواجبها تجاه ما یجري من حیف وظلم علی عمّال البحرین، وما يمارس تجاههم من اضطهاد لحقوقهم، والتضيق على نشاطهم النقابيّ.
یا أبناء شعبنا الأبيّ.. یا عمّال البحرین المجاهدين، إنّ عزّتنا، وکرامتنا، وسیادتنا، وحقوقنا المشروعة لن ننالها ما دام الديكتاتور حمد یتربّع علی کرسيّ حكمه الجائر، ويمارس إجرامه وبطشه، فلا خلاص ولا نجاة إلا بإسقاط هذا الدیكتاتور الإرهابيّ، وطرد المحتلّ السعوديّ من بلادنا، وتطهیر أرضنا الطاهرة من دنسهم وخبثهم، فإلی الأمام في طریق الثورة والمقاومة، حتى تحقيق الأهداف السامية التي نصّ عليها ميثاق اللؤلؤ، والله المستعان وهو نعم المولی ونعم النصیر، وما النصرُ إلا من عند الله.
صادر عن : ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير .
الخميس 1 مايو / آيّار 2014م .
البحرين المحتلّة .