بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم
( أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) . صدق الله العلي العظيم
سورة البقرة الآية 214
منذ أكثر من ماْئتي عام دخلت قبيلة آل خليفة البحرين على طريقة قطّاع الطرق بالغزو والسلب والنهب، وممارسة أبشع أنواع الظلم ضدّ شعب البحرين الذي لايزال يعاني حتى يـومنا هـذا مـن الظـلم والتـمييز وسيـاســة النــــــــــار
والحــــديد، فعندما نستذكر لمحات من تاريخ الحركة النضالية في البحرين، فإننا نجدُ بأنّ النظام قد واجهها بنفس الأسلوب البربري عبر أدوات القمع والتنكيل ومنها الحركة الوطنية في الخمسينيات، فقد كانت حركة مناهضة للنظام وتميزت بالمشاركة الواسعة للفئة العمالية المسحوقة، وبعدها جاءت مرحلة السبعينات التي انقلب فيها
النظام على المجلس الوطني وقام بالغاء دستور 1973م وتعطيل الحياة النيابية والديمقراطية وفرض قانون أمن الدولة سيء الصيت وزجّ الناس في السجون وهَجّر العديد من العوائل وسقطت إثر ذلك كوكبة مــن الشهداء، وبعدها جاءت مرحلة الثمانينيات التي مورس فيها أبشع أصناف التعذيب وعرفت بالاحكام القاسية، وعلى أثرها أنفجرت الانتفاضة المباركة في التسعينات والتي جسّدت مرحلة مفصلية في تاريخ البحرين، مما اضطرّ النظام الإعلان عن
الإصلاحات المزعومة التي طالما تشدّق بها ثم انقلب عليها سريعاً كما هو ديدنه في المكر والخديعة .
فالسرُّ وراء امتداد الصراع بين قبيلة آل خليفة وبين الشعب البحريني طوال الحقب الماضية هو عدم انتماء
وولاء هذه القبيلة للوطن، وهذا جليٌ في ممارساتها التي تتمثل في جلب المرتزقة وتوطينهم منْ أجل حمايتها لعدم ثقتها بالشعب الاصيل سنة وشيعة الذي طالما طالب هذا الشعب بحقوقه وقُوبل بلغة القمع والتنكيل.
ونتيجة لكل هذه الارهاصات، تفجّرت ثورة الرابع عشر من فبراير/شباط وهي الثورة التي لمْ تشهد لها البحرين مثيل، وقد توافق أبناء الشعب البحريني من السنّة والشيعة على هذه الثورة المباركة، وخاضوها معاً، رُغم كل محاولات النظام في تشويه الثورة وصبغها بصِبغة طائفية، وقد التحق في ركبها عوام النُخب والمثقفين ومختلف مكونات الشعب، مما يُؤكد رفض جميع فئات الشعب لهذا النظام الذي أصبح بأعيُنهم في أسفل سافلين.
وحينما فشل النظام في مواجهة الثورة بمرتزقته، استدعى القوات الخارجية المحتلة من السعودية والامارات، لممارسة القتل والتنكيل والاعتداء على المعالم الاسلامية والتراثية والثقافية، فهدموا المساجد وحرقوا المصاحف بنَفَسٍ طائفي بغيض، مما يؤكّد عدم شعور هذه القبيلة بإنتمائها لهذه الوطن وتراثه ومقدراته، ونتيجةً لما تقدّم
من سلسة الأحداث التاريخية والمعاصرة، وفي ظل تطورات الثورة المباركة التي نشعرُ بأنّ انتصارها بات وشيكاً ويلوح في الأفق،نعلن الموقف التالي :
أمــام هذا الممارسات الدموية والطائفية التي أسقطت الشرعية بكل أشــكالها عـــن نــظام قــبيلــة
آل خــلــيفــة، بـــــدأنا فـــي الاستعداد والتــــحضيــــر لتــــشكيل (المجلس الإنتقالي لإنقاذ شعب البحرين) الذي دعا له سماحة آية الله المحقق الشيخ محمد سـند، وذلــك بــالتشاور مـــع أطيــاف الثــــورة ورموز المعارضة في الداخل والخارج، وبالاستعانة بفقهاء في القانون الدولي وذوي الاختصاص، حيثُ سيكون هذا المجلس ممثلاً شرعياً لكافة أطياف الشعب بعد إحراز أكبر توافق عليه، ونُؤكد بأنّ المجلس الإنتقالي لإنقاذ الشعب البحريني لن يكونَ شيعياً
ولا سنياً بل وطني بامتياز، وسيحتضن كافة أبناء الشعب وكافة التوجهات وسيحمل همومهم وتطلعاتهم لبناء وطن مدني يكونُ فيه الناس سواسية في الحقوق والواجبات يعيشون العزّة والكرامة في وطنهم.
وختاماً ندعو ونُؤيّد كافة التحركات الشعبية المناهضة لهذا النظام الفاقد للشرعية وللإحتلال السعودي الغاشم، ونؤكد ونراهن على صمودكم ومرابطتكم وثباتكم ووحدة صفوفكم في ميادين الثورة المباركة حتى النصر المؤزّر بإذن الله .
صادر عنْ: إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجـمعـة: 22 أبـريـل/ نــــيســان 2011م
صفحة ( 1 )
صفحة ( 2 )
صفحة ( 3 )