بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمّد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.قالتعالى:” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِفَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْتَبْدِيلاً” الأحزاب:23
السلامُ على أهلنا الصابرين المرابطين في بلدة الفاتحين الأبطال ( سماهيج المرابطة)..السلامُ على سماهيج العزّ التي أنجبت ذلك الشاب المناضل الذي أسس للعودة الشجاعة والحتميّة لميدان الشهداء، وحطم جبروت الترسانة العسكريّة بجرأته وإقدامه..السلامُ على ثوّاركم وحرائركم، وسلامُ الله عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
نعتصمُ اليوم على مسافة قريبة منْ مطار البحرين الدوليّ في جزيرة الوحدة الوطنيّة ” المحرق الشامخة “، مؤكدين على أنّ ثورة الرابع عشر منْ فبراير المجيدة هي ثورةٌ شعبيّة بامتياز، حيث تجاوزت كلّ الحواجز والأطر الطائفيّة البغيضة التي عكف النظام الخليفيّ العنصريّ طيلة عقود طويلة على بناءها بين أبناء الشعب الواحد، فشارك في هذه الثورة المجيدة أبناء الطائفتين الكريمتين (السنيّة والشيعيّة ) على حدٍ سواء، ورفعوا شعارات الوحدة الوطنيّة معاَ، وكان منْ أبرزها هو ذلك الشعار الذي أرعب النظام الخليفيّ الساقط : ” أخوان سنّة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه “.. شعارُ ما زال يتردد صداه بقوةٍ في جميع زوايا الوطن، متحدياً كلّ المحاولات الحثيثة للنظام الخليفيّ والاحتلال السعوديّ، وبشتى السبل، لضرب لحمتنا الوطنيّة والتفرقة فيما بيننا.
يا شعبنا الصابر والمرابط..أنّنا في هذا الاعتصام الجماهيريّ المنادي بحُريّة الرموز القادة، نؤكد على النقاط التالية :
أولاً: إنّ الحُريّة للرموز القادة وكافة الأسرى هو حقٌ وليس مطلب، فلقد تمّ اعتقالهم ظلماً وعدواناً لا لجنايةٍ ارتكبوها، وإنّما لأنّهم عبّروا عنْ آرائهم السياسية، وفي مقدمتها التعبير عنْ المطالب الوطنيّة المشتركة للطائفتين السنّية والشيعيّة على حدٍ سواء، ولأنّهم أشاروا بوضوح أنّ هذا النظام الخليفيّ قد استفحل فيه الفساد والظلم تجاه الطائفتين الكريمتين، وأنْ لا مناص عنْ اقتلاعهِ منْ جذوره، والعمل على تأسيس نظام جديد يكفل حُريّة الجميع وأمنهم، ويصون حقوقهم وكرامتهم بعيداً عنْ الحسابات الطائفيّة أو الاعتبارات العرقيّة.
ثانياً: إنّنا نُؤكد على ما ورد في ميثاق اللؤلؤ حول منهجية الثورة، نعم، نُؤكد اليوم مجدداً أنّ ثورة 14 فبراير تقوم على النهج السلميّ القرآنيّ، الذي يتفاعل مع الأحداث منْ منطلق الإيمان بعدالة القضية، ويعتمد مبدأ الدفاع المقدّس عنْ النفس، وحفظ الأعراض، ودفع الظلم، وصد المعتدي، انطلاقًا من الآية الكريمة : ” فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”..ولذا، فأنّنا في الوقت الذي نُؤكد فيها بوضوح بأنّنا ما زلنا متمسكون بالنهج السلميّ في حراكنا الثوريّ، إلا أنّنا سنكون أشدّاء في الدفاع المقدّس، وتلقين المعتدين دروساً في العزّة والإباء.
ثالثاً: ما زال عميد الحقوقيين في الخليج الأستاذ المناضل عبدالهادي الخواجة مستمراً في ثورته منْ خلف قضبان الحديد، باستمرارهِ في الإضراب عنْ الطعام، وقد تجاوز (85 ) يوماً مُنذ بدء إضرابه، وذلك في صمودٍ قل نظيره في معركة الأمعاء الخاوية.ونحنُ اليوم، إذ نُؤكد مجدداً بأنّ هذه القضية الإنسانيّة تأتي في سلّم الأولويات، ونجدد الانذار النظام الخليفيّ الساقط بأنْ لا يغامر بجهل وحماقة في هذا المضمار، فالتعنّت والاستهتار سيؤدي إلى عواقب وخيمة جداً، وانفلات أمني لا يحمد عقباه، وعلى الإدارة الأمريكية أنْ تُدرك جيداً أنَّ مصالحها لنْ تكون محيّدة إذا ما واصلت دعمها وتواطؤها مع النظام الخليفي الساقط والمحتلّ السعودي الغاشم.
وختاماً: نعاهد شعبنا الحبيب بأنّنا سنمضي للأمام في ثورتنا المجيدة، متحدين كلّ الأشواك، نستعذب هذا الطريق الشائك الذي يوصلنا في نهاية المطاف إلى إحدى الحسنين، نصرٌ أو شهادة، وما النصرُ إلا منْ عند الله.
اللّهم ارحم شهدائنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 5 مايو / آيّار 2012 م
البحرين المحتلّة – بلدة سماهيج المرابطة