بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ)
سورة الانشقاق / الآية 6
السلامُ عليكم يا أبناء شعبنا المجاهد الصامد..
السلامُ على تلك الأيدي البيضاء التي تكدح في الليل والنهار..
السلامُ على تلك الجباه الطاهرة التي يتصبب العرقُ منها إخلاصا وجهداً..
السلامُ عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،،
يا جماهير الثورة المجيدة..
لا يزال النظام الخليفيّ الساقط وبدعم منْ الاحتلال السعوديّ مستمرٌ في مخططاته الشيطانيّة الرامية إلى إبادة الشعب البحرينيّ بكافة الوسائل، ومنْ أبرز تجليات هذه المخططات الإجرامية تلك السياسةٌ الوحشيّة التي تجاوزت كلّ الأسس الإنسانيّة والقيم الأخلاقيّة، إنها سياسة التجويع، وقطع الأرزاق، وفصل الموظفين والعمال منْ أماكن عملهم، وتأتي هذه السياسة البشعة بهدف تركيع كلّ منْ يرفض الذلّة والعبودية لهذا النظام الخليفي الفاسد.
لقد ظن ساسة النظام الخليفيّ المجرم أنّ توحشهم في اتباع سياسة فصل العمال والموظفين، وحرمانهم منْ حقّوفهم، وتجويع آلاف العوائل، سيثني أبناء شعبنا الكادح أو يفت من عضده، ولكنْ إصرار الشعب – بكافة شرائحه وفي مقدمتهم الفئة العمالية المؤمنة بحقّ تقرير المصير- على الاستمرار في الثورة والمضي قُدُما فيها، شكّل صفعة قاسية موجعة بوجه الديكتاتور حمد وكافة رموز الحكم الفاسد.
إنّ انطلاقة ثورة 14 فبراير المجيدة لم تأتِ إلا لترفع عنْ كاهل العمال والكادحين من أبناء شعبنا نير القيود الخليفيّة، وتسعى لتحقيق العيش النبيل والكريم لهم، وقد أثبتت هذه الشريحة منْ مجتمعنا المناضل، بأنّها رغم قسوة النظام الخليفيّ ووحشيته تجاهها، ورغم الظروف الحالكة والعصيبة التي عاشتها، منْ فصلٍ تعسفيّ ومن سجنٍ ومنْ محاكماتٍ ظالمة، إلا أنّها ما زالت ثابتة القدم في كافة الساحات والميادين، وما زال صوتها يصدح مدوياً بمطلب الشعب في إسقاط النظام الفاسد وانتزاع حق تقرير المصير.
في عيد العمال العالميّ، نقفُ وقفة إجلال وتكريم إلى الشريحة العمالية في وطننا الحبيب، ونقبل يدها التي تبني وتعمّر بها قباب هذا الوطن، ونقبل يدها الأخرى التي تناضل بها منْ أجل رفعة هذا الوطن وكرامة إنسانه، وفي هذا اليوم نتوجّه مع شعبنا برسالة تضامن إلى العمال والموظفين المفصولين وعوائلهم، ونشد على أيديهم بالتمسك بحقّهم المشروع في العودة الكريمة إلى أعمالهم ووظائفهم دون قيد أو شرط.
كما إنّنا في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر منْ فبراير نلقي على كاهل المؤسسات والمنظمات العمالية الدوليّة مسؤوليّة رفع الحيف والظلم عنْ عمال البحرين، والتصدي بمسؤوليّة لغطرسة النظام الخليفيّ المستبد تجاه هذه الشريحة المناضلة، فلا زال هذا النظام الدموي يوغل في عنجهيته وفساده، وقد دمّر البنيّة التحتيّة لجميع المشاريع الاقتصاديّة والاستثماريّة في البلاد، والتي منْ خلالها كان يجب– بالدرجة الأولى – أنْ يعود نفعها على عمال البحرين وعلى أبناء الشعب البحريني قاطبة .
و مع استحواذ قبيلة آل خليفة على ثروات البحرين النفطيّة منها والخدميّة وغيرها، فإنّ شعبنا لا يزال يواصلُ ثورته بوتيرة تصاعدية وينتظر ذلك اليوم الذي يرتفع فيه الضيم والإذلال بحقّ عمال البحرين وعموم الشعب، ونحن نرى أنّ بشائر الانتصار قد بدأت تلوح بالأفق مُنذ اليوم الأول لثورة اللؤلؤ المظفرة المجيدة .
نصطف اليوم مع عمال البحرين مطالبين بجميع حقوقهم المنهوبة في ظل كيان أفسد برّ البحرين وبحرها..
وختاماً: التحية والعرفان لعمال البحرين الكادحين المناضلين .. الحُريّة لأبناء شعبنا الثائر المضحي .. وما النصر إلا منْ عند الله.
اللّهم ارحم شهدائنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأول منْ مايو / أيّار 2012 م