بسم الله الرحمن الرحيم
(وإذا الموءودة سُئِلتْ، بأيِّ ذنْبٍ قُتلت)
في عام واحد من عمر هذا الوطن المسبي الجريح، عام لا يشبه كل الأعوام، لأنه عام ثورة عظيمة بعظمة شهدائها وعنفوان أحرارها وإباء ثوارها وتضحيات أهلها..سقط لنا في هذا العام شهداء على امتداد هذه الأرض الثائرة.. شيوخ وأطفال، حرائر وأحرار .. كل شهيد وشهيدة منهم غرس في منبت رأسه، وفي بقعة سقوطه، وفي تربة مدفنه غرسة تمردٍ على الظلم والباطل لن تلبث أن تثمر حريةً تفك عن هذا الوطن أغلاله وتعيد لأبنائه ما ضمنه الله لعباده المجاهدين في سبيله.
غير أن وسط هؤلاء الشهداء الأبرار شهداء صغار منسيون، ابتلعتهم دوامة الزمن المر وأحداث الظلم الغادر، فصاروا قصصاً عابرة في زمن الثورة..وقد آن الأوان لتسليط الضوء على قضيتهم ومعاناة ذويهم والظلم الفادح الذي ارتكبته العصابة المجرمة بحقهم في إبادة صامتة قتلت بقتلهم أحلام آباء وأمهات وخنقت بسمومها عبراتهم، إن قضية إجهاض الأجنة جراء الاستخدام المفرط للغازات السامة التي لا يتورع مرتزقة النظام والمحتلّ السعوديّ عن إلقائها على بلداتنا وبيوتنا هي قضية باتت معروفة ومشهورة وُثقت عشرات الحالات منها على مدى العام الماضي، وما قصة فدك وساجدة وحوراء منا ببعيد.
وإننا في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، نحتسب هؤلاء الأجنة شهداء عند الله عز وجل إذ قضوا مظلومين مستضعفين على يد الطاغوت الخليفي في سبيل الوطن والحرية، فبذلوا لله مهجهم قبل أن يتنفسوا أول نسائم مبعثهم، فكان انبعاثهم من رحم الأمومة إلى رحم الأرض مباشرة يشكون لله ظلم عدوهم وبطشه وإجرامه، ولن يلبث أن يدفع الثمن غالياً في الدنيا قبل أن يوقف في الآخرة ليُسأل عن كل شهيد وشهيدة منهم: بأي ذنب قُتلت هذه الروح البريئة الطاهرة.
وندعو جميع أمهات وآباء الشهداء الأجنة إلى توثيق هذه الحالات لإشهارها على أوسع نطاق ممكن ليطلع العالم المتواطئ برمته على جرائم هذه العصابة الخبيثة وما تستخدمه من وسائل إبادة ضد هذا الشعب المضحي والصامد، حتى تحين لحظة المحاسبة وإحقاق عدالة الدنيا قبل الآخرة، كما ندعو جميع المراكز الإعلامية والحقوقية لتوثيق هذه الحالات بالصور والشهادات ونشرها على نطاق العالم وتسجيلها ضمن الجرائم الموبقة للنظام الخليفي الجائر والمحتلّ السعوديّ الغاصب.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الاثنين 26 مارس/ آذار 2012 م