بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيبين الطاهرين
السلامُ على جماهير الثورة الصامدين المشاركين اليوم في الاعتصام التضامنيّ مع الرمز الوطنيّ الأستاذ عبدالهادي الخواجة ، السلامُ على أهلنا وعزّنا في بلدة توبلي المرابطة، السلامُ على أسراكم وجرحاكم ، ثوّاركم وحرائركم، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
نجتمعُ اليوم هنا في أرض توبلي المرابطة لنقف مع أهلها وناسها الصامدون ونُعلن التضامن الكامل مع الرمز الحقوقيّ الشامخ عبد الهادي الخواجة الذي مضى حتى اليوم 21 يوماً على إضرابه عن الطعام في معتقله، واحدٌ وعشرون يوماً من الصمود والتحدي وبذل النفس والروح بلا حدود. لم يزل الأستاذ يلقي الدروس من معتقله، لا القيد يكسر أنفته، ولا التعذيب يحطم إباءه، ولا وحشة السجن تخنق عنفوانه، ولا الضعف والهزال يفت عزيمته. هذا الرمز البطل وُجد ليكون مدرسة للصمود: وُلد حراً ونشأ قائداً على درب المطالبة بالحق ورفض الظلم، فهيهات أن ينتزع أحدٌ شذرةً من أصالة صموده، وهيهات أن ننسى يوماً ما ألهمناه من قوة الحقّ وحتمية انتصاره.
نبشّرك أيّها الرمز الصامد أنّ شجرة الصمود والكرامة التي بذرتها قد أنبتت أزهاراً فواحة في هذا الوطن، فلها في كلّ بلدةٍ نفحة طيب، تبعث في نفوس الثوار الإقدام والاستبسال، وتقذف في قلوب الظلّمة والمرتزقة الرعب والانكسار. وقد شهدنا بالأمس كيف صبّوا جام غضبهم وانكسارهم على قلب الثورة النابض، بلدة بني جمرة الأبية، فاستباحوها بغلّ الحاقد المهزوم، لم يتركوا داراً ولا روضة أطفال ولا مزرعة ولا محلاً إلا تعدّوا عليه ودنسوا حرمته.. يظنون أنْ يشفي غليلهم الانتقام من الحجر والبشر، بينما كلّ جريمة من جرائمهم ستبقى وصمة عار في جبينهم أبد الدهر، وقد اقترب موعد دفع الثمن ورد الاعتبار، فمهلاً إنّ الله عزيز ذو انتقام، وستبقى بني جمرة جمرةً تحرقُ الطغاة، وعصيّةٌ على النظام ومرتزقته، وإننا في الائتلاف نبثُّ لهم التحيّة على صبرهم وصمودهم وتقدمهم في عمليات الدفاع المقدّس وسحق المعتدين.
نعاهدك أيّها الرمز الفذ أنْ نبقى على دربك الأبلج سائرين، لنْ نتنازل عنْ حقّوقنا، ولنْ نتراجع عنْ مطلبنا، ولنْ نحني القامة لأقزام الطغاة وأزلامهم، فنحنُ الثوار خريجو مدرسة الصمود والإباء التي كُنت ولا تزال في طليعة من أسسها وأرسى دعائمها لتكون كالشجرة الطيبة تؤتي أُكلها كلّ حين بإذن ربها، حتى تثمر لهذا الوطن عزاً ونصراً وكرامة.
ولأسرتك الصامدة التي ألهمت أجيال هذا الوطن معاني التكاتف والتضامن في الحقّ والعطاء بلا حدود والبذل دون حساب، نقدّم ألف تحيّة وشكر وأصدق تضامن ومؤازرة، ونقول لها إنّكم مصداق دعوة العبد المؤمن: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما، فنعم الأسرة والذرية، ونعم السند للثورة والوطن.
يا رمزنا ومعلمنا لك النصر تلو النصر، فأنت القابض على جمر الحقّ والسابق على درب تشخيص المطلب والجهر به وبذل النفس في سبيله، فالسابقون السابقون أولئك المقربون من النيل والظفر.
اللّهم انصر أبطالنا وفرج عن أسرانا وارحم شهداءنا واجعل لهم قدم صدق عندك يا كريم.
إخوانكم في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير
الخميس المُوافق الأول منْ شهر مارس / آذار منْ العام ألفين واثني عشر ميلاديّة