تسارعت وتيرة التعليقات محلياً ودولياً في أعقاب صدور ” تقرير بسيوني ” بين رافضٍ ومرحب، وبين رافضٍ لبعضه ومرحبٍ ببعض جوانبه التي دُسّ فيها السمّ بالعسل، وقد كان موقف الائتلاف مما تسمى باللجنة الملكية لتقصي الحقائق واضحاً منذ الإعلان عن تشكيلها وهو عدم الاعتراف بها، وقبل أيامٍ من صدور تقرير المؤامرة والخديعة أكدنا على رفضنا للتقرير لعلمنا سلفاً بأنّ دوافع تشكيل هذه اللجنة يكمنُ في الالتفاف على المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة والالتفاف على المحاكم الدولية، ومنح الديكتاتور حمد ورموز نظامه صكّ البراءة منْ التهم التي وثّقتها تقارير وإفادات العديد من المنظمات العالمية الناشطة في المجال الحقوقي والإنساني والتي تحظى بمصداقية دولية كبيرة، والتي تُدين الديكتاتور لارتكابهِ جرائم حرب ضد الإنسانية.
لقد ولد التقرير ميتاً في أعيننا، ولنْ نبلع شيء من الطبخة الأمريكية السيئة، لأنّ في هذا التقرير من العار ما يكفي لإثبات حجم التآمر، ولأنّ فيه من الكذب والتزييف ما يكفي لينبذه الصادقون والمنصفون، وعليه، لنْ نشغل أنفسنا بتفاصيله المتناقضة والمزيفة للحقائق والتآمرية في جوانب عديدة، والتي تركّزت في إضفاء الشرعية للنظام من خلال إبراز آلياته القانونية والتأكيد على تطابقها مع القوانين الدولية وبأنْ لا وجود لانتهاكاتٍ ممنهجة، ونحن نحذر من الانجرار وراء الأساليب المخادعة والماكرة التي يتبعها النظام الفاسد وحلفاؤه في كلّ مرة عند وصولهم إلى طريق مسدود وذلك عبر إخفاء الخنجر الغادر خلف زهور المحبة وغصن الزيتون مع قليل من التخدير ليخرجوا من ورطتهم بأقلّ التكاليف .
وأخيراً: سنواصلُ ثورتنا المجيدة وسنستعدّ بجدية كاملة للعودة الكبرى لميدان الشهداء، متجاوزين هذا التقرير السيئ مستمرين في النضال والكفاح حتى ننال حقنا في تقرير المصير وإسقاط الطاغوت، وسيكونُ لنا ردٌ قاسي على استمرار الانتهاكات والقتل سيطالُ كل مفصل من مفاصل البلاد عبر حراكنا الثوري المتقدم والمستمر، والذي نعتمد فيه سياسة التدرج، فمن فجر الحُرية مروراً ببركان الغضب ووصولاً إلى زلزال الحرائر، والقادم سيكونُ أقسى بكثير، وما النصرُ إلا من عند الله.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2011م