بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدم للطلبة الأعزاء بأجمل الباقات العبقة، ونزفُ لهم آيات العرفان لدورهم الريادي في الثورة، إذ لا ينسى أحدٌ تلك الوقفات الجبّارة التي وقفتها الطالبات والطلبة في وجــه المرتزقة، والتي سُطــرت في تاريخ الثورة بأحرف من نور، وتجلى عطاءُ الطلبة الثوّار عندما قدموا الشهيد تلو الشهيد، ومئات الأسيرات والأسرى، وأكثر من ذلك من مصابين وجرحى، فداءً لهذا الوطنِ الأبي وفي سبيل العزة والكرامة والمستقبل الأجمل، فبعد أن آمنوا بالثورةِ قدموا لها جلّ ما يملكون، فهنيئاً لنا هذا الجيل الواعي والرشيد من الطلبة والطالبات المنتمون لأصالة تراب هذا الوطن.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد، يجدرُ بنا أن نستنكر ونرفض التقسيم الطائفي الكريه في المدارس، وتثبيت ما يُسمى بالمتطوعين ممن لا يحملون الكفاءة والذين تم انتقائهم على أساس طائفي ليشغروا مواقع المعلمين المفصولين عن العمل، ضاربين بمعايير جودة التعليم عرض الجدار، وكذا نقل المعلمين من مدرسةٍ لأخرى على أساسٍ طائفي بغيض، فمن خِلال هذه التقسيمات يهدف النظام لاستكمال مشروعه الطائفي والمضلل للرأي العالمي وتصوير المشهد الحالي وما يجري في البلاد من ثورة شعبية عارمة على أنّها مـجـرد فـتنة طـائفية، ولكنّ وعي شعبنا وطلبتنا والكادر التعليمي الشريف سوف يُحبط مخططات النظام وسوف ينتصر لوحدة الصف بين أبناء الطائفتين الكريمتين.
وهنا نُحذر الطلبة الأعزاء من مغبّة الانجرار مع مخططات النظام الحــاقد، وأن لا يـقعوا فــي شِــراكِ التـصادم مــع الآخر، فلنأخذ بأيدي بعضنا البعض، السني بيد الشيعي والشيعي بيد السني ونتمسّك بالهتاف النابع من وجداننا والذي رددناهُ معاً في ميدان الشهداء “أخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه”، لأنّ هذا الشعار الذي انطلق منْ قلب السني والشيعي يُحرج النظام، ويُفسد مخططاته الدنيئة، فندعوكم بحرصٍ شديد للمثابرة والاجتهاد والتفوق الأخلاقي والأكاديمي والتمسك الشديد بالدراسة ونيل المعدلات التي تليق بوعيكم واجتهادكم، فتحصيلكم العلمي ونيلكم للشهادات العليا هو سلاحٌ يقضي على هذا النظام الفاسد، ونحنُ في الائتلاف نراهن على وعيكم ونضجكم ودوركم الكبير في استمرار الثورة وانتصارها المؤزر القريب بإذن الله.
إننا نُؤمن بأن الاجتهاد في التحصيل العلمي هو أمرٌ في غاية الأهمية، ونطمحُ أنْ نرى صوركم تملئ لوحات التشريف والتفوق، وهذا لا يتعارض البتة مع التمسك بالمشاركة السياسية والميدانية الحاملة لأهداف الثورة من خلال الاحتجاجات والاعتصامات المناطقية، وهنا لا ننسى الكوادر الطلابية التي ضحت من أجـل كـرامة هذا الشعب يتقدمهم جوهرة مـيـدان الـشهـداء ” علي المؤمن” وقاسم شهداء البحرين “السيد أحمد السيد شمس” وشهيد عيد الفطر الفتى البطل “علي الشيخ”، وآخرين من الأبطال ممن اصطفاهم الله ونالوا أعلى الدرجات وأعلى المراتب في الدنيا والآخرة.
وختاماً نُؤكدُ تضامننا الكامل مع المعلمين المفصولين ومع الكادر التعليمي المغيب في السجون وعلى رأسهم الأستاذ المجاهد مهدي أبو ديب (رئيس جمعية المعلمين)، كما نُؤكد بأنّ هذا المعلم الشريف قد دخل إضراباً عن الطعام من أجلِكم يـا طلبة ومـنْ عـميق حبه واشتيـاقهِ إلــيكـم، فـهو في السـجن وقـلبـهُ معـكم ويحـترقُ من أجلِ بناء مستقبل واعد ومشرق لكـم، هـو في السجن ويستشعرُ مأساة البيئة التعليمية التي تعيشونها في ظلِّ المخططات القبيحة للنظام والمهينة للطلبة والمعلمين، فحريٌ بنا جميعاً أنْ نُعلن التضامن مع كافة المعلمين الشرفاء الذين فُصلوا عن العمل والذين زجّ بهم النظام الفاقـد للشرعية في غياهب السجون، وهذا أقلُّ القليل من حقهم علينا وإننا لمدينون لهم على ما قدموه من تضحيات عظيمة منْ أجل أنْ ينال الشعب حريته وكرامته.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 13 سبتمبر/ أيلول 2011م