بسم الله الرحمن الرحيم
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة185 صدق الله العلي العظيم
نُباركُ لأبناء شعبنا المسلم المسالم حلول شهر رمضان الكريم، الذي أنعم اللهُ فيهِ على عبادهِ بأن أكرمهم بضيافته، ووعدهم بغفران الذنوب واستجابة الدعاء وقضاء الحوائج، فشهرُ رمضان هو شهرُ الألطاف الإلهية والفتوحات الإسلامية، ولقد حقق المسلمون في هذا الشهر نصراً عظيماً للإسلام في معركة بدر الكبرى، فأيدهم الله ونصرهم بنصره وسدد ضرباتهم على أعدائهم، وكثّر قلتهم ومدّهم بملائكة من السماء مسومين ومردفين، لذا فنحنُ نُؤكدُ على تصعيد الثورة في هذا الشهر العظيم ونتوعد بالمزيد من الحِراك الشعبي المستمر والمتواصل، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يلهمنا الصبر والثبات وصيام هذا الشهر وقيامه والجهاد في سبيلِ إعلاء كلمة الحق وجعلها العليا وإدحاض كلمة الباطل وجعلها السفلى.
ونتناول في هذا البيان عدة موضوعات وهي كالآتي:-
أولاً/ تصعيد الثورة: إنَّ مرحلة الدفاع المقدّس القائمة والتي خاض شبابنا وحرائر ثورتنا في سياقها جولة من التصدي لقوات الاحتلال السعودي والخليفي، نُؤكدُ اليوم بأنّ أرضية شهر القرآن والثورة مهيأة للتصعيد ولمزيدٍ منْ الحِراك الميداني المتواصل والدءوب، وتطوير أساليب الدفاع والتصدّي لجرائم القوات الغازية، وتشكيل المجموعات الشبابية المُنظمة في جميع المناطق، والنزوح نحو الشوارع العامة في التظاهرات، والمناطق المؤثرة والحساسة، لا سيما في مناطق المنامة، وندعو الثوّار بأن يعدَّوا أنفسهم لأن يُذيقوا هذا العدو الأثيم من كأس بأسهم ما يكفي حتى يرعوي ويرتدع عن غيّهِ وطغيانه.
ثانياً/ عمليات الخطف وأنواع التعذيب: إنّ الممارسات الهمجية الوضيعة التي تقترفها القوات المحتلة بحقِّ أبناء شعبنا من اختطاف وتعذيبٍ، لهي ممارساتٌ إجرامية تُؤكدُ حجم الاستهتار الذي يعيشهُ الجنود بتفويضٍ مباشر منْ الدكتاتور حمد بن عيسى، ولذا فنحنُ نُحملهُ المسؤولية الكاملة عما يُرتكب من جرائم ضدّ الإنسانية، وسنستمر في التنسيق مع الأطراف المعنية لتوثيق الجرائم في المحاكم الدولية لإدانةِ هذا الطاغية الذي استحلّ الدم والأرض والعرض.
ثالثاً/ الأسيرات: إن بقاء المناضلة فضيلة مبارك وزميلاتها في سجون الاحتلال لهو وصمةُ عارٍ طُبعت على جبين الدكتاتور حمد بن عيسى وأركان نظامهِ الفاقد للشرعية، فإنْ كانوا يدّعون العروبة فهذه الممارساتِ على النقيضِ مما يدّعون، ومن منطلق الإنسانية نرى وجوب أن تنال هذه الأسيرات الصامدات حريتهن، وعلى النظام الفاسد والاحتلال الغاشم أن يعيا بأنهما لنْ يستطيعا أن يُكمما الأفواه بهذا النوع من العِقاب، وعليهما أنْ يعلما بأنهما لنْ ينجيا بفعلتهما هذه من العقاب في الدنيا والآخرة.
رابعاً/ حق تقرير المصير: يأتي التأكيدُ على هذا المـطلب كحـلٍ حقـيقيٍ ومخرجٍ منطقي للصراع الـدائر فـي البـحريـن، وهو حـقٌ تكفلهُ الأمم المتحدة والقوانين الدولية لحقوق الإنسان، لذا سيكونُ هو الخيارُ الأكثر تناغماً مع الوضع المحلي، وهنا نوجّهُ النداء الصادق لأخوتنا وأحبتنا من أبناء الطائفة السنية بأنْ يٌكونوا الشريك الحقيقي في تقرير المصير، فالشعبُ البحريني بشيعته وسُنّته يستحقُ حياةً أفضل من هذه الحياة، دونما تسلّط من العائلة الخليفية التي استأثرت بالثروات وبمقدرات الوطن، ونحنُ على قناعة بأنّ هذا الوطن لا ينهضُ إلا بجناحيه، فلن ننجرّ للفتنة الطائفية، ولنْ نتخلى عن أخوتنا وأحبتنا، سنعيشُ معهم حياةً أفضل وسنُقرر المصير معهم بإذن الله.
خامساً/ وحدة الكلمة: يحرصُ الإئتلاف على توحيد الكلمة وجمع الشتات ورصِّ الصفوف، لنْ نسمح لأحدٍ أنْ يُمزق لحمتنا الوطنية، ونرفضُ بشدة الإساءة لأي جهة أو حركة، وندعو جميع الأطراف للإجماع على المطالبة بتقرير المصير والذي هو حقٌ ثابتٌ أُممياً، فمن خِلال هذا الحقَّ المشروع في تقرير المصير يكونُ الشعبُ مصدراً حقيقاً للسُلطات، وذلك عبر اختيارهِ نوع النظام السياسي الذي يحكمه ويُلبي طموحه وتطلعاته.
وختاماً: نتضرعُ للمولى عزَّ وجلَّ في هذا الشهر العظيم أنْ ينصرنا بنصره ويعزّنا بعزّه، وأنْ لا يحرمنا من عفوهِ ورضوانه، وأنّ يفرّج عن الأسرى والعلماء والرموز القادة، إنّهُ سميعٌ مجيب، وإنه على كل شيءٍ قدير وبالإجابة حقيقٌ جدير.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعل لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم …
صادر عنْ: إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2011 م