يود ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين، إزاء التطورات المتسارعة، أن يوجّه هذا الخطاب للإدارة الأميركية، وأن يُؤكد على عدة نقاط:
– نعلم أنكم تُمثلون الحليف الأهم والغطاء الحقيقي للنظام الحاكم في البحرين، وإزاء هذه الحقيقة نود أن نؤكد على كوننا شعب مسالم متحضر، يأملُ في الانضمام لركب الحضارة الإنسانية التي تكمنُ أبرز تجلياتها في تقرير أي شعب لمصيره، وأن يختار كلّ شعبٍ شكل النظام الذي يحكمه.
– نؤكد لكم على حقيقة هامة وهي أنّ الشعوب أبقى من الأنظمة، لذا ندعو الإدارة الأميركية لفك الارتباط بهذا النظام الفاسد، وأن تنسجم سياستكم في هذا البلد مع خطاباتكم المعلنة من تأييد حق الشعوب في الديمقراطية وتقرير مصيرها، إذ لا يصح أن تكون البحرين استثناء في سياستكم، فقد أيدتم حق الشعب التونسي، وبعده المصري، وأنتم تعلنون دعمكم للشعب السوري، فلماذا لا زالت البحرين هي الاستثناء.
– نود التأكيد على أننا لا نوافق من حيث المبدأ على أي تدخل عسكري خارجي في البحرين من أي طرف، ومن هنا انطلق موقفنا في رفض الاحتلال السعودي لبلدنا، وهو الاحتلال الذي اعتبرتموه حقاً للنظام البحريني الفاسد، لذا نرى موقفكم هذا هو أحد الأسباب في معاناتنا كشعب، وعليه نحملكم جزءاً كبيراً من المسؤولية لما جرى علينا من قمعٍ وقتلٍ وتعذيبٍ وإبادة .
– نود التأكيد على أننا كشباب بحريني صامد لا يختلف عن الشباب المصري والتونسي الذي آمن بالتغيير سلمياً، لن نصبر طويلاً على الواقع الفاسد ولن يصيبنا الملل ولا الكلل حتى تحقيق هدفنا.
وهنا نود تذكيركم بتصريح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، الذي أدلى بهِ في آخر زيارة معلنة له للبحرين، بأن الولايات المتحدة الأميركية احتاجت لأكثر من مائتي عام حتى حققت مجتمع المساواة كما قال، وهنا نسأل هل يريد السيد فيلتمان والإدارة الأميركية منا أن نصبر مائتي عام أخرى؟ نُذكركم أن عائلة آل خليفة تحكم البحرين لأكثر من مائتي عام ولم تنتج خلالها سوى القتل والتعذيب والتهميش والتميير الممنهج، فهل ترى إدارتكم لشعبنا أن يعيش مائتي عام أخرى من العذاب؟ بالطبع هذا ما لن يكون ولن نقبل بهِ على الإطلاق.
بعد التأكيد على النقاط الأساسية، نود أن نشرح لكم وللعالم، أننا نطالب بما يلي:
– حق تقرير المصير، وهو الحق الثابت والأصيل لكل شعوب الأرض في تقرير شكل النظام الذي يريدونه، وكما تعلمون فإن الرئيس الأميركي السابق وودرو ويلسون هو من أسس لهذا المصطلح، وهو ما أقره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهود الدولية.
– نحن نطمح لأن يكون التغيير في البحرين سلمياً، ولقد طالبنا من كل دول العالم بتحمل المسؤولية الأخلاقية في دعم خيار الشعب منْ أجل تقرير مصيره عبر استفتاء عام يجري تحت إشراف دولي يُقرر الشعب من خِلاله نوعية النظام الذي يحكمه.
– نطلب من الإدارة الأميركية تغيير موقفها فيما يتعلق بالاحتلال السعودي للبحرين، والاعتراف بأنه احتلال أتى ضد رغبة الشعب البحريني، الذي تعرّض للمجازر والقمع الوحشي من هذه القوات الأجنبية الغازية.
– نطالب الإدارة الأميركية برفع الغطاء بشكل كامل سياسياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً عن النظام الخليفي الفاسد، وإعلان موقف عادل من مطالب الشعب البحريني الحقة والعادلة.
– نطلب انعقاد جـلسة خـاصة لـمجلس الأمـن الـدولـي، ولـمجلـس حـقوق الإنـسان فـي مـنظمـة الأمـم المتحدة، ليتسنى المطالبة بخروج القوات السعودية المحتلة، ومحاكمة رموز النظام الخليفي الفاسد.
نؤكد في الخِـتام، إزاء عـمليات الإبـادة التـي نـشهدهـا فـي بـلدنا، عبـر قـطع الأرزاق والفصل من الوظائف، والحرمان من التعليم، والتمييز والظلم الفاحش، والقتل والقـمع المـتواصل للـتظاهـرات السلمية، أننا في موقف دفاعي ويحقُّ لنا ما يحق لجميع شعوب الأرض من دفاع عن النفس، وتفعيل خيارات متقدمة في الدفاع المقدّس عن النفس والعرض وتراب الوطن.
إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 26 يوليو / تمّوز 2011 م