بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المنتجبين.
إلى جماهير شعبنا الأبيَّ الصامد المرابط، إلى أكثر الشعوبِ صبراً وصموداً، إلى أحبتنا الذين زحفوا تحت وقعِ النار وأزيز الرصاص للمشاركة في اعتصام حق تقرير المصير الرابع في منطقة الدراز الشامخة، لكم منا السلام والتحية والإكرام.
هذا هو الاعتصام الرابع لحقنا في تقرير المصير، وهو الحقُ الذي لا نقاش فيه، كحق إنساني أقرته المواثيق والعهود الدولية قاطبة، ونعلن عبر هذا الاعتصام بأننا متمسكون بهذا الحق، وليعلم العالم أجمع أننا سئمنا هذا النظام وسئمنا قمعه وظلمه وعنصريته ضدنا، نريدُ كشعب ينتمي للحضارة الإنسانية أن نقرر مصيرنا، وأن نحدد خياراتنا السياسية عبر نظام سياسي جديد لا مكان فيه لهذه الطغمة الفاسدة التي فقدت كل مقومات الشرعية، وباتت سلطة لا شرعية لها إلا شرعية البطش والقمع، وهي شرعية لا تقرها منظومة الحقوق الإنسانية التي توافق عليها العالم، لذا نكرر أننا متمسكون بحق تقرير المصير ولن يثنينا شيء ولن يعيقنا أحد عن ممارسة حقنا وتقرير مصيرنا بأنفسنا.
لقد تبين لجماهير شعبنا ولهذا العالم أي نوع من الأنظمة والاحتلال يعيش تحت ظله هذا الشعب، فلقد قتل هذا النظام الساقط عبر مرتزقته الأجانب الشهيدة زينب آل جمعة في اعتصام حق تقرير المصير السابق في عاصمة الثورة سترة الأبية، وهذه الشهيدة تجسدت فيها مظالم شعبنا، فهي امرأة فقيرة ومُقعدة، تعيش في منزل متهاوٍ، لكن يد الظلم والاحتلال لم تتركها، فقد قام مرتزقة النظام علناً وهو ما شاهده العالم بالصوت والصورة بعد ذلك، برمي الغازات السامة والخانقة داخل منازل المواطنين، وكان من ضمن هذه المنازل منزل عائلة الشهيدة زينب آل جمعة التي قضت اختناقاً، وتجسد الظلم والعدوان على هذه الشهيدة لتعلن بموتها ظلامة شعبنا التاريخية التي نحاول رفعها عن كاهلنا عبر إزالة هذا النظام الفاسد.
نقول لهذا النظام الفاسد أمام كل العالم، أننا لن نتنازل عن محاسبتكم وتقديمكم للعدالة مهما طال الزمان أو قصر، نحن لن نتراجع يوماً عن ملاحقتكم حتى تحقق العدالة في وجه بطشكم أيها الظلمة، فكل جريمة تقومون بها لن ننساها، ولن نتركها تمر دون محاسبة أو عقاب، فلقد ولى زمنُ الإفلات من العقاب.
يا جماهير شعبنا، نؤكد عبر هذا الاعتصام الجماهيري النضالي، على حقنا الراسخ والثابت في العودة إلى ميدان الشهداء، وهو المكان الوحيد الذي تجسدت فيه العزة والحرية لهذا الشعب، سنعود للميدان وسيكونُ للعودة يوماً هو آت بلا شك ولا ريب، وما بقاء قوات المرتزقة والاحتلال في هذا المكان رغم إعلانهم انتهاء حالة الطوارئ إلا تأكيدا على عدة أمور: أولها أن الثورة باقية والمطالب لم تمُت كما يدعون، وثانيها أنهم واثقون بأننا سنعود للمكان الذي يجسد هزيمتهم التاريخية، وثالثها أن الظلمة واثقون بأن إرادتنا ستتحقق وأننا سنعود، ولذلك ترونهم يُحاصرون الميدان بعساكرهم ومرتزقتهم، وفي ذلك اعتراف واضحُ منهم بخطورة عودتنا للميدان الآتية بلا أدنى ريب.
يا شعبنا الصامد، من منطقة الدراز المؤمنة الصامدة التي كانت ولا زالت في طلائع المناطق التي تُؤرق النظام والاحتلال السعودي، نُؤكدُ على وحدة الشعب ومكوناته وقواه السياسية، وعلى ضرورة أن تتوحد جهودنا من أجل تقرير مصيرنا، فليس من حل آخر أمامنا، ولن يتحقق هذا الهدف إلا إذا ترفعنا عن صغائر الخلافات ووسعنا من دائرة المشتركات بيننا، سنظلُّ الرافضين لأصوات التأجيج الطائفي والمذهبي، ولن نعيرها اهتماماً، سنستمر جميعا بسلميتنا وتحضرنا حتى يتحقق وعد الله بنصر الصابرين والمؤمنين فلقد وعدنا الله في كتابه العزيز بالنصر، وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إئتلاف شـباب ثـورة 14 فـبراير
الجـمـعـة 22 يـولـيو/ تـمـّوز 2011 م