بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المنتجبين.
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم
إنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ? وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ? وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. (140) صدق الله العلي العظيم
السلامُ على شهداء الحرية والكرامة..السلامُ على الأسرى الصامدين..السلامُ على القادة المغيبين..السلامُ على لؤلؤة الثورة المحررة..السلامُ على فارس الميدان المحرر..السلامُ على حرائر الثورة المرابطات..السلامُ على الأسيرة المجاهدة فضيلة مبارك وزميلاتها المغيبات بالسجون..السلامُ على شباب الثورة البواسل..السلامُ عليك يا شعب البحرين العظيم المقاوم، السلام على عاصمة الثورة وأرض البطولة سترة الإباء، السلام على فرحان الذي وقف هنا يُرتل سور العزة والكرامة، ويسطر دروس الذود عن الدين والعرض والأرض، السلام على أبنائِكِ يا سترة الملاحم والعزائم.
نجتمعُ بكم مجدداً في اعتصامِ “حق تقرير المصير3” ومحطتنا هذه المرّة هي جزيرة سترة التضحية الفداء، سترةُ العظيمة، سترةُ المقاومة، سترةُ المرابطة، سترةُ الشهداء، سترةُ التضحيات، سترةُ العطاء، نعم إنها عاصمةُ الثورة البحرينية بكلِّ فخرٍ وافتخار..اعتصمنا هنا لنُؤكد على استمرار الكفاحِ والنضال حتى ينال شعبنا كامل حقوقه المشروعة وينال حقّه الأصيل في تقرير المصير، ليختار النظام السياسي والاقتصادي الذي يُلبي طموحهُ وتطلعاته وفي هذا السياق نودُّ التطرق لثلاثِ نقاطٍ هامة نرجو الإصغاء لها جيداً:
أولاً: إننا نُؤكد المضي قُدُماً في مشروعنا الكبير من أجلِّ أن ينال شعبنا حقَّهُ المكفول أممياً، فلن ينتهي الصراعُ في البحرين إلا عبر تمكين الإرادة الشعبية لتختار ما ترتئيهِ مناسباً وملبياً لطموحاتها وتطلعاتها، ونحنُ في الإئتلاف نُؤكد من خِلال إصرارنا على هذا المطلب بأنّ إرادة الشعب هي الأقوى وهي التي يجب أن يُصغى لها ويُحتكم إليها فلا للقرارات الفوقية، فالشعبُ هو من يُقرر مصيرهُ بنفسه، وهو منْ يختار نوعية النظام الذي يتناسبُ مع أصالته وثقافته، وحريٌ بنا جميعاً أن نثق بخياراتِ هذا الشعب المضحي الذي لبّى بدمائه وأرخص الغالي والنفيس من أجلِ أن كسر قيود الذلِّ والهوان، فنقولها بكلٍ وعيٍ وإدراك: الشعبُ يريدُ تقرير المصير، الشعبُ في البحرينِ يقمع والمجتمع الدولي يتفرّج، بينما نجدهُ يتفاعل بأقصى جهد في مواقعٍ أخرى وذلك بما تقتضيه مصلحته ونشير هنا للدول الكبرى بوجه الخصوص، فإلى متى سيستمر هذا النهج المزدوج في التعاطي مع شعوب المنطقة ..
ثانياً: نزفُّ أحرَّ التهاني القلبية لجميع الأحبة الأبطال المحررين، تحيَّة الإباءِ والكرامةِ لكم، تحيّة الصمود والتفاني تحيَّةً لكم يا من ضحيتم من أجلنا ومن أجلِ بحرين الكرامة، وألف تحية لأُسركم وأهلكم ومناطقكم التي سعدت بعودتكم لها منتصرين مرفوعين الهام، حائزين على حقكم الثابت وهو الحرية.
إنَّ الإفراجات التي حصلت وتحصلُ هذه الأيام، لهي خُلاصة ملاحم الصمودِ والثبات التي يُسطرها أبناءُ جميع مدن ومناطق البحرين في كل يومٍ وكلِّ ليلة، وحصيلةُ الكفاح الإعلامي المتواصل والدءوب، وتضافر الجهود في الداخل والخارج، ليتوّجها الله عز وجل علينا بألطافهِ وفيوضاته، فكم كنا ولا زلنا نُراهنُ على صمود شبابنا وحرائر ثورتنا في الميدان، وتحديهم لآلة القمع الجبانة، ومرابطتهم في كلِّ وقتٍ ومكان، فإلى مزيدٍ من الكفاح والنضال، وسترون الرموز المغيبين وباقي الأسرى بين ظهرانيكم قريباً، وستنالون حقّكم المكفول في تقرير المصير، فلا مكان للتراجعِ أبدا، ولن ننظر للخلف، ولن نقبل بالعودة إلى ما قبل 14 فبراير، سنواصلُ المسيرة حتى النهاية، معاهدين الله وأنفسنا وشعبنا بأنْ لا خيارٌ ثالث أمامنا ، فإما النصرُ أو الشهادة..
ثالثاً: إن مرحلة الدفاع المقدّس، هي ضرورة ملحة تنبعثُ من صُلبِ ديننا الإسلامي الحنيف وتستمدُ قداستها من قداسة المعتقد، وهي بابُ الكرامة والعزة ورفض الذل والهوان، فلا ارتضي أنْ يكون لي أمانٌ وجاري يُستباح بيته، ولا أشعرُ بـكرامتي والقـرى المجاورة تقمع، ولا يستريحُ ضميري وهناك من يرزح في السجن ظلماً وعدوانا، فالتضحية نهج نستلهمه من أعظم الصالحين، والنصر ثمن الفداء والصمود والمقاومة السلمية المشروعة الرادعة لكل من يعتدي على حرائر ثورتنا وشبابنا ومناطقنا، فالأمنُ مشترك ولا يتجزأ، ويجب أنْ يتجرع النظام والاحتلال السعودي من ذات الكأس المرير.
وختاماً: يا جماهير شعبنا الأبيَّ، لا تنشغلوا ببعضكم، أعملوا وفق ما تُمليهِ عليكم ضمائركم، واصلوا العمل الدءوب دون تجريحٍ لأيِّ طرف، وجِّهوا جلّ السهام نحو العدو المشترك، واصلوا الكفاح والنضال ببسالةٍ وشجاعة، وتواصوا بالحقِ وتواصوا بالصبر، وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الجبّار.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعل لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم.
والسلام عليك يا أعظم الشعوبِ صبراً وصموداً ورحمة الله وبركاته.
إئتلاف شـباب ثـورة 14 فـبراير
الجـمـعـة 15 يـولـيو/ تـمـّوز 2011 م