بسم الله الرحمن الرحيم
يواصلُ أبناء شعبنا صناعة مجدهِ وتاريخهِ وحضارتهِ عبر بوابةِ الصمودِ والمقاومةِ المدنية التي هزّت أركان النظام الخليفي المهترئ، وقوَّضت منْ قُدرتهِ في التحكم بتلابيبِ الأمور، مما دفع أركان النظام لتسليم زمام الأمور ليد المحتل السعودي الغاشم، الذي عاث في البلادِ فساداً وخراباً، سعياً منهُ لكبحِ التظاهرات الشعبية العارمة التي امتدَّت لتجوب عموم محافظاتِ البلاد، وظناً منهُ بأنَّ لغة الغاب بإمكانها أنْ تخمد أنفاس شعبنا الأبي المُؤمن بعدالةِ قضيتهِ، الذي ينهلُ منْ أعظمِ مدرسةٍ جهاديةٍ في التاريخ وهي مدرسة كربلاء الحُسين عليه السلام، والتي تعلَّم منها الشعبُ البحريني أنْ يكون حُراً في مـواقفهِ ومـبادئهِ وقِـيمه، مستلهماً من دروسها التضحوية بأنَّ الموت أولى من الحياةِ الذليلةِ مع الطغاة الظالمين.
وإنَّ ما حصل اليوم من توافُدٍ فرديٍ وجماعي نحو ميدانِ الشهداء، لهو بادرةٌ مُلؤها الإيمان وتدُّلُ على عظمةِ هذا الشعب، واستعدادهِ للتضحية، وهي محاولاتٌ رائدةٌ ستُكللُ بالنجاحِ قريباً، ونحنُ نَعِدُ أبناء شعبنا العزيز بالإعلانِ قريباً عنْ موعد الزحف الذي لابدّ منهُ نحو ميدان الشهداء بإذن الله.
وفي خضمِ التطورات المتسارعة في الساحة على الصعيد السياسي والميداني نتطرقُ للنقاط التالية:
1. مَوْقِفُ الإئتلاف: إننا نُعلنُ بشكلٍ واضحٍ وصريح عن تمسُكنا بسقفِ مطلبنا وهو إسقاط النظام الخليفي، ويأتي ذلك كحقِّ مشروع تكفلهُ الدياناتُ السماوية والقوانينُ الدولية، فمنْ حقِّ كلِّ الشـعوب أنْ تُقرر مصيرها وتُغيّر أنـظمتها المُـستبدّة كـما حصل فـي تـونس ومـصر وكـذلك ما سيكونُ في اليـمن ولـيبيـا قـريباً بـإذن الله، وإنـنا لـعلى قـناعةٍ تـامةٍ وإيمانٍ راسخٍ بـعدم إمـكانيـة التـعايُش مـع هـذا النظام القـبلي المستبدَّ، الذي فقد شرعيته بالكاملِ حينما قتل أبناء الشعبِ بدمٍ بـارد، واستعان بـالأجنبي ضـدَّ شـعبـه، واسـتحلَّ الحُرُمــات، وهدم المـسـاجـد، وحـرق القـرآن الكريـم، واعـتدى عـلى المـآتـم وعـلـى أقـدّس الشـعائر الديـنية التـي يُمارسها شعبُ البحرين قـبل قدوم قبيلة آل خليفة للبلاد، فإسقاطُ هذا النظام المتعجرف هو ما نعملُ جاهدين من أجلهِ اليوم في ثورتنا المجيدة، لينعم شعبُ البحرين بحياةٍ كريمةٍ عزيزة، وهذا هو مصيرُ كل فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعفُ طائفة منهم، فكذا يهلكُ اللهُ ملوكاً ويستخلفُ آخرين، وهذه سُنّة اللهِ في أرضهِ ولـنْ تجد لـسُنّة الله تبديلا، فالأنظمة ترحل، ولكنَّ الشعوب باقيـة، ونحنُ في عصرِ الشعوب التي لا تُقهر ولا تُهزم ولا تعرفُ معنى الاستسلام.
2. يومُ الوفاء للرموز: إنَّ يوم الوفاء للرموز المغيبين في السجون، سيكونُ يوماً مجيداً في تاريخ الثورة، فالثاني والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري، سيُبرهنُ فِيهِ أبناءُ الشعب البحريني عنْ عزمهم وإرادتهم الصلبة في مواصلةِ الثورةِ المجيدة، فإلى مزيدٍ من الاستعدادِ لهذا اليوم الهامّ في تاريخ البحرين، فأنتم يا شبابنا الأبطال رجالُ اللهِ وأهلُ الوفاء في يومِ الوفاء لمن صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبذلوا كلَّ ما يملكون منْ أجلِ رفعةِ الوطن وعزَّة وكرامة الإنسان، فمن الواجب الوطني والأخلاقي علينا اتجاههم أنْ لا نتفرج على ما يُلاقونه من أسرٍ وتعذيبٍ ومحاكم جائرة.
3. وحدةُ الصفّ: تمسَّكوا واستعينوا بوحدة الصف، لأنها ضمانة من ضماناتِ الانتصار، فمهما اختلفتم حافظوا على القواسم المشتركة، والثوابت التي تـُجْمِعُ عليها كافة الأطراف الوطنية المخلصة، وكم نأمل أن يتمّ العمل لتنسيق الجهود والسعي لتكامل الأدوار بقدرِ الإمكان.
4. جُمُعةُ الشعَائر: تأتي جمعةُ الشعائر في ظرفٍ دقيق بعد أنْ طالت الأيادي الأثيمة أقدس الشعائر الدينية لدى أبناءِ الشعب البحريني، فجمعة الشعائر تأتي في سياق الدفاع المقدّس عنْ هذهِ الشعائر الدينية التي مارس ضِـدّها النِـظَامُ والاحـتـلال السـعودي أشنع وأبشع أنواع القمع الممنهج، لذا فـنحـنُ نـدعـو جـمـاهـيـر شـعـبـنـا الـوفـيّ لأوسـع مـشـاركـةٍ فـي التـظـاهـرات التـي تـأتـي تـحـت شعار “لبيـك يا حُسيـن” والتي ندعو لانطلاقها في عموم مدن ومناطق البحرين، تأكيداً منا على استعدادنا لتقديم الدماءِ حفاظاً على ديننا وعزّتنا، واستعداداً للانطلاق في المواكب العزائية الحاشدة ليلاً في ذكرى استشهاد فخر المخدرات وعقيلة الطالبيين زينب الكبـرى عليها سلام الله، وما النصرُ إلا منْ عند الله العزيز الجبَّار.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعل لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم…
صادر عنْ : إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 15 يونيو/ حزيران 2011م