بسم الله الرحمن الرحيم
لقدْ ثَبتَ عَمليّاً بِأنّ إعلانَ السُلْطة عَنْ رفْعِ حالَة الطوَارِئ اِبتداءً منْ يوْمِ الأربِعاء المُوافق الأول منْ يونيو/ حزيران الجاري بِأنّهُ لَمْ يَكُنْ سِوَى مُنَاورة كَانَ يَهْدفُ منْ خلالها تَضْلِيل الـرأي العـالَمي حولَ الأوضاعِ في البَحرَينِ، وخِداعهم على أنّها بَاتت هَادئَةً ومُسْتقرَةً، إلاّ أنّهُ فَشَلَ فَشَلاً ذَرِيعاً وكَبيراً في ذَلك، إذْ كانَ الشعْب البحْريْنِي يقظَاً لهذه المُناوَرة وكانْ يَعدُّ العِدَّةَ لهَذَا التَارِيخ ونَجَحَ نَجاحَاً بَاهِرَاً فِيْ مُضَاعَفةِ اِحْتِجَاجَاتِهِ السِـلْمِيَّةِ فِيْ كُـلِّ مُـدُنِ ومَـنَاطِقِ البَـحْرَيْـن، ولِـهَذَا وجَـدْنَا هـَوْل الصَـدْمَة عَلى النظَامِ الخَـلِيفِي والاحتِلال السُـعودِي جلِيَّةً، مما أجبرهم لمضاعفة انتشَارِهم الأمني وقَمعِهَم العنيف للمُحتَجِين السلميين.
إنّ الوقت يمضي اليوم لصالحِ أبناء شعبنا البحريني الجريح، وإنَّ لحظة الزحف المحتوم نحو ميدانِ الشُهداء قد اقتربت، ففي كلِّ يوم يزدادُ الرصيد الشعبي حضوراً على المستوى المحلي والدولي بفضلِ اللهِ تعالى ومن ثمّ بفضلِ الحراك الميداني الذي لا يعرفُ اليأس والكلل، وفي المقابل تتضاعفُ خسائر النظام سياسياً واقتصادياً على جميع الصُعُد، فهو قد فقد شرعيته شعبياً، وفي طريقهِ لفقدانها إقليمياً ودولياً بإذن الله.
وفي ظلِّ التطورات والمستجدات الأخيرة، نتوقفُ مع عدَّة نقاط:
1- مواكب العزاء: لقد ازداد النظامُ الخليفي المدعوم سعودياً في إجرامهِ وعدوانه السافر عندما تعرّض لمواكب عزاء أهل البيت، التي هــي من أقدسِ الشعــائرِ الدينية وأطولهــا عـمراً فـي تاريخ البحرين، مدعياً بأنَّه يحترمُ الممارسات الدينية، ولكنهُ على العكسِ مما يدّعي، فهو تجاسر في طغيانه وتجاهل تجذّر هذه العقيدة في نفوس أهل البحرين وسريانها في ذواتهم، ونحنُ نعتقدُ جازمين بأنَّ هذا الانتهاك الخطير لحرمة الشعائر الدينية ستكونُ عاقبتهُ وخيمة على النظام والاحتلال السعودي، فالشباب الثوري سيضطر لخوضِ مواجهةٍ صريحةٍ مع العساكر دفاعاً عنْ شعائرهِ الدينيةِ المقدّسة.
2- حرائر الثورة: نُـوجّـهُ الســلام والتحيّة للأمهات اللاتي ضحين بأبنائهن بكلِّ فخرٍ واعتزاز، وللمرأة البحرينية المناضلة المجاهدة التي نقفُ لها إجلالاً وإكباراً على صمودها وثباتها ومرابطتها في جميع الميادين، “فالمرأة مظهر تحقق آمال البشرية” كما وصفها كبارُ العلماء، فيا حرائر ثورتنا المجيدة، لقد أحسنتنَّ في أداءِ دوركنَّ البطولي وبشكلٍ ملحوظ، لذا نعوّلُ عليكنَّ بعد الله في الدفع بالثورةِ إلى الأمام حتى تحقيق النصر الآتـي بإذنِ الله.
3- يوم الوفاء للرموز الوطنية: نُؤكدُ على الدعوةِ التي أطلقناها لجعلِ الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري يوماً خاصاً للرموز، وفاءً وتقديراً منْ هذا الشعب لهم، ونحثُّ الشباب الغيارى للإعداد المبكّر لهذا اليوم، فعلى عاتقهم الحِمل الكبيـر، ولا ينهضُ بالحِملِ الثقيل إلاّ أهلهُ، فأنتم يا شبابنا الأبطال معقدُ الأملِ فلا تترددوا في المبادرة، وبسواعدكم السمراء ننتصرُ على العساكر المحتلّة، ونصونُ كرامتنا وعزتنا بكم، فأعدوا العدّة والعتاد وبادروا لقطع كافةِ الشوارع العامة بكلِّ السُبل المتاحةِ في كافةِ أنحاء البلاد وذلك في يوم الوفاء للرموز الوطنية.
4- جُمُعةُ الأسيـرات: إنّ التظاهر الحاشد في جُمعةِ الأسيرات هو تظاهرٌ للدفاعِ عن العفّة والطهارةِ والشرف ، ومن حقِّ الأسيراتِ علينا أنْ نُخصص لهنّ برنامجاً خاصاً من أجلِ التضامنِ والدفاعِ عنهنَّ علّنا نوفي الشيء البسيط منْ حقِهن، لذا فإننا ندعو الشعب البحريني للتظاهر الحاشد في جميـع المـدن والمنـاطق في جُمعةِ الأسيـرات، ورفع الأعلام البحرينية بكثافة، إلى جانب تحصين المناطق لصدِّ الاقتحامات المفاجئة لعساكر الاحتلال السعودي والخليفي، وتكرار التظاهر بعد كلِّ قمعٍ واعتداءٍ من الجيش المحتل، فقد أثبت تكرار التظاهر جدواه في إنهاك العدو ووضعهِ أمام الأمر الواقع، فمن هنا نأملُ أن تكون جمعة الأسيرات تليقُ بحجم المعانات التي تتحملها أخواتنا في السجون.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك يا كريم.
صادر عنْ : إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 9 يونيو/ حزيران 2011م