بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الشعوب الحيّة لا تهزم ولا تتراجع ولا يُمكن أنْ تقهر، وقد أثبت الشعبُ البحريني طوال تاريخ نضالهِ بأنّهُ شعبٌ حيٌ معطاء لا يرضى إلاّ بالعزّة والكرامة، ويرفضُ الظلم والجور والمهانة، وما سطّرهُ أبناء شعبنا في ملحمة الأول من يونيو أثبت للعالم كلّهِ بأنّ الثورة البحرينية المجيدة لا يُمكنُ أن تُنهيها آلة القتل الخليفية السعودية، وإنّ عزائم الشعوب لا تقتلها جيوش درع الجزيرة، وكما قال الشابي في ملحمته الشعرية: ( إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلابدّ أن يستجيب القدر، ولابدّ لليل أنْ ينجلي ولابدّ للقيدِ أن ينكسر)، فهاهو شعبُ البحرين يثورُ بكلِّ قواه من جديد، ويتمرّدُ على قيود البطش، ويملأ الساحات مجدداً بكلِّ فاعلية لم يكُن يتوقعها أحدٌ من المراقبين في ظلِّ هذا الحصار الأمني الغير مسبوق.
وفي سياق التطورات الأخيرة والهبّة الجماهيرية المُزلزلة نتطرقُ لعدّة نقاط هامّة:
أولاً: نُؤكد على ضرورة رصّ الصفوف والابتعاد عن لغة التخوين والتسقيط، فالعدو يسعى لشقِّ صفوفنا، وبثّ الفتن في أوساطنا، وهو مستعدٌ لصرف الملايين من أجل تمزيق وحدتنا، فحذاري من الوقوع في فخّ العدو، لذا فنحنُ ندعو من موقع المسؤولية جميع الأطراف في الساحة أن تعمل بإخلاص وفق مرئياتها ووفق ما يُمليه عليها ضميرها، ولا ينبغي أنْ ننشغل ببعضنا ونترك عدونا المشترك يتفرّجُ علينا، فنعم لوحدة الصفّ وتعزيز العلاقة بين جميع الأطراف، ونعم للالتفاف حول القواسم المشتركة لننطلق منْ خِلالها جميعاً في مواصلة ثورتنا والحفاظ عليها والأخذ بها لضفّة النصر المؤزّر بإذن الله.
ثانياً: إنّ الهبّة الجماهيرية التي شهدتها البلاد انطلاقاً من 1 يونيو/ حزيران، أكّدت للجميع في الداخل والخارج ولجميع المراقبين والمتابعين بأنّ الشعب البحريني شعبٌ أبيٌ وعزيز لا يُمكن أن يتراجع للوراء مهما مورس بحقّهِ من جرائم وانتهاكات، فالرابع عشر من فبراير كانت الانطلاقة الكبرى، وإن الأول من يونيو هو ترسيخٌ لقواعد الثورة وثوابتها، حيثُ صنعت الجماهير ميلاداً جديداً بعودتها الواسعة لجميع الساحات والميادين، وأنّ الزخم الجماهيري الذي انطلق في الأول والثاني من يونيو ساهم بشكلٍ كبير في تثبيت مبدأ الحفاظ على الثورة، والتأكيد على الاستمرار فيها حتى تحقيق أهداف الثورة لأبناء الطائفتين الكريمتين.
ثالثاً: إن ميدان الشهداء ما عاد مكاناً نتعلقُ فيه بسببِ جغرافيته وموقعه، بل أنّهُ أضحى ثقافة ً لا مجال للتخلي عنها وإن كلّفنا ذلك الكثير من التضحيات، فميدانُ الشهداء أصبح رمزاً للثورة والثوار، وأصبح مدرسةً تخرّج منها أبطال شعبنا الغيارى من النساء والرجال المتفانين من أجل ثورتهم التي ينشدون منها العزّة والكرامة والحرية، فنؤكد للجميع بأننا ماضون في الإعلان عن موعد الزحف المحتوم نحو ميدان الشهداء في القريب العاجل، وسنعملُ جاهدين لاستكمال آلية الرجوع وسنُضحي بدمائنا من أجل العودة وسنبقى نُردد ( عائدون عائدون )، وتأكّدوا يا أحبة بأنّ الوقت بات لمصلحتنا اليوم، ونحنُ من نتحكم فيه، وأمّا النظام فهو ما عاد ليصبر طويلاً وبدأ يلفظُ أنفاسهُ الأخيرة في عجل.
رابعاً: جمعة الوفاء الشهداء: نعم أيها الأحبة إنّ الوفاء للشهداء سمة الأحرار، وأنّ ثورة ً لا تفي لدماءِ شهداءها لا تنتصر، لأن الشهداءَ هم أبرز رواد النصر، وهم الرَواءُ للأرضِ والحياة لها، ففي كل عنقٍ أمانة يجب تأديتها لهؤلاء المضحين من أجلنا، من هنا تأتي جمعة الوفاء للشهداء التي نأملُ أن تكون جمعة ً استثنائية في ثورتنا المباركة، حيثُ ندعو لانطلاق التظاهرات منْ بعد صلاة الجمعة والجماعة مباشرةً في مختلف المناطق تأبيناً لأرواح للشهداء وتأكيداً منا على الوفاءِ في حفظ الثورة التي استشهدوا من أجلِ أهدافها السامية، وكـذا نـدعو الجـماهيــر لــلاحتشادِ عـصراً في خمس نقاط مركزية تكونُ على النحو التـالـي:
( منطقة الدراز– منطقة كرزكان – منطقة السنابس– منطقة الدير– جزيرة سترة التضحية والفداء ).
وختاماً ندعو أهلنا في المناطق المذكورة للاستعداد التامّ لاستقبال الجماهير في مناطقهم، وإرشادهم بمواقع التجمّع التي يقررونها، كما نأملُ من الجميع الزحف نحو هذه المواقع المركزية الخمسة، وفي حال تعذّر الاحتشاد في المناطق المذكورة لأيِّ سببٍ من الأسباب، فندعو لخروج التظاهرات الغاضبة في كافة أنحاء البلاد تأكيداً على وفائنا للشهداء، وتمهيداً للزحف المحتوم بإذن الله نحو ميدان الشهداء.
صادر عنْ: إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 2 يونيو/حزيران 2011م