بسمه تعالى ،،
تحـية إجـلال إلى شعبنا الصـابر وثـوَّرانا الصـامدين، تحيّة إكبارٍ إلى أهل الدفاع المقدس، تحية الثبات لكم يا شعب البحرين يا أشرف وأعظم الناس صبراً في زمن الخذلانِ والخنوع.
إنّ ما يجري اليوم من ممارساتٍ خطيرة وحقيرة تجاوزت كل مستويات الانحطاط الأخلاقي ضدّ أبناء شعبنا ورموزنا الكرام وحرائر ثورتنا المصونات، يدعونا لمزيدٍ من الإعداد والتهيؤ لمعركةٍ حاسمةٍ مع هذا النظام الفاسد، ولا يعني ذلك أنّ هذا النظام سيدومُ طويلاً بل إننا نؤمنُ بأنّ أيامهُ عدد وأنّ جمعهُ بدد، إلاّ أنّ المعركة ستستمرُ معهُ حتى بعد الانتصار المحتوم بإذن الله من خلال إقامة العدل، والقصاص من رموز النظام وأذنابه، كما هو حاصلٌ مع حليفهم السابق فرعونُ مصر، والعبرةُ لمن اعتبر، إلاّ أنّ الطغاة قد طبع اللهُ على قلوبهم وعلى سمعهم وأبصارهم، وكما قال تعالى : “إنما نُملي لهم ليزدادوا إثما”، نعم ويزدادوا طغياناً ثم بئس المصير، فمن هنا كونوا على ثقةٍ تامةٍ باللهِ يا شعبنا العزيز ثمّ بأنفسكم ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلون، فهذه الممارسات الهابطة والدنيئة تنمُّ عن عجزٍ واضحٍ في القضاء على الثورة التي تكالبوا عليها جميعاً، إلاّ أنّهم فشلوا فشلاً ذريعاً في إخماد جذوتها وإطفاءِ شُعلة التصدّي والدفاع المقدّس، ومن هذا المُنطلق نودُّ التأكيد على ما يلي:
1- سبق وأنْ أشرنا إلى أنّ “جمعة الدفاع المقدّس” ما هي إلاّ باكورة الانطلاق في هذه المرحلة الجديدة، ونُؤكدُ اليوم بأنّ هذه المرحلة مفتوحة لا ترتبط بيومٍ محددٍ حتى تنتهي، و عليهِ نقول للـمحتلين وللـنظام إنّ هـذه المـرحلة مـن شأنها أنْ تقودنا إلى مراحل متقدمةٍ بكلِ ما للكلمةِ من معنى، وما عليكم إلاّ الانتظـار ليُثبت لكمُ الثوّار جدارتهم على هذا الصعيد.
2- نقولُ لأبناء شعبنا الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وهمُ التوّاقون للشهادة، إنّ مرحلة الدفاع المقدّس لابدّ منها فلا يسبقنّكم أحدٌ إليها، فنحنُ شعبٌ مسلمٌ مسالمٌ أذهل العالم بحضاريتهِ وفكرهِ العميق وسلميتهِ الرائدة، وهذا لا يعني التخلي عنْ مبدأ الدفاع المقدّس الذي هو فرضُ عينٍ وواجبٌ شرعي وأخلاقي وفوق كلِّ اعتبار، ونُعلنها صريحةً بأنّهُ لا تراجع عنْ الردّ على ما جرى على شعبنا من انتهاكاتٍ صارخةٍ وخصوصاً ما وقع على الأعراضِ من تحرشاتٍ وتعدٍ حقير وسافل من قبلِ جلاوزة النظام ومرتزقته، فالردُّ قادمٌ قادمٌ وسينالُ المتجاوزين جزائهم، وهذا أمرٌ قد حُسم ولا تراجع عنه.
3- إننا نشيدُ بثبات وصمود شعبنا ونهيبُ بثوارنا إلى بذل المزيد في مقاومة المحتلّ وصدّ المعتدين، وذلك وفق قولهِ تعالى:((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ))، ونُؤكدُ كما أكدنا سلفاً، بعدم التهاون فيّ الردِّ على منتهكي حُرَمِ المنازل والأعراض والأموال ودور العبادة والشعائر الدينية، بكل ما يُمكن من ردٍ رادعٍ يصونُ الحُرمات والأعراض، فلا أعزّ من الأعراض والاستشهاد دونها، كما ندعو الجميع إلى التآزر والتكاتف سواء من الجيران وأهل المنطقة أو المناطق المجاورة، على غرار ما حدث في منطقة النويدرات حيث هبّ الثوّار منْ أهلِ منطقتي العكر والمعامير لمساندةِ أخوانهم مجسّدين أروع مثالٍ للتآزر والتكاتف، لذا نهيب بضرورة الاستجابة السريعة للتصدّي في هذا الشأن وكسر كل حواجز الخوف أمام المرتزقة الجبناء، فالمسألةُ أضحت اليوم مسألة سلّةٍ و ذلّة، وهيهات هيهات من شعبنا الذلّة.
4- إنّ عدم التراجع عن أحكام الإعدام بحقِّ المواطنين الأربعة يوم الأحد المقبل في محكمة الاستئناف، سيكونُ بمثابةِ صبِّ الزيت على النار، ولنْ يُقابل ذلك بالسكوتِ من قبل الثوّار وسيكونُ حينها للشعب وعلمائه العاملين ورموزه المخلصين ومؤسساتهِ الحرّة الفاعلة كلمةٌ حاسمةٌ على هذا الصعيد.
5- في جمعة الثبات نستنهضُ كل القوى المخلصة ولا سيما فصائل ومجموعات العمل الثوري إلى تكثيف العمل بكل الوسائل الرادعة وإرباك العدو ومرتزقته، والتظاهر في جميع المناطق والمُدن، والثباتِ على نهجِ الثورة المجيدة، فوالله لا يُمكن أنْ ينعم هذا النظام وأذنابهِ بالأمن حتى ينعم أهلنا به، فلا مجال للسكوت عن ترويعنا وتهديدنا واعتقالِ نسائنا والاعتداء على أعراضنا ومدننا ومناطقنا، فالأمنُ لا يتجزأ، إما أنْ يكون الأمنُ للجميع، وإلاّ فعليهم أنْ يتحمّلوا النتائج ابتداءً منْ رأس الهرم في النظام إلى أصغر مرتزقٍ خانعٍ ذليلٍ، فهذه دماءنا، هذه رقابنا، هذه رؤوسنا، فداءٌ لديننا وعِزتنا، وما النصرُ إلاّ من عند الله العزيز الجبّار.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعل لهم قدم صدقٍ عندك يا كريم….
صادر عنْ : إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميـس 19 مــايو / أيّــار 2011 م