يفتح ملف شهداء البحرين كل ملفات الظلم والاضطهاد الخليفي منذ غزوهم للبحرين، وهو روح المقاومة وذاكرتها الطويلة والتي تمتد لأول محاولات الغزو الخليفي عام 1700م، ولا تزال هذه الدماء الطاهرة وقوداً للثورة، وبركاناً لن يهدأ إلا بعد استئصال نظام عصابة آل خليفة المجرمة.
استنهاض التأريخ:
يحتفظ التأريخ الشفهي لشعب البحرين، إضافة للكثير من الوثائق المكتوبة والمنشورة أسماءً لشهداء الاضطهاد الخليفي لم تدخل ضمن قوائم الشهداء لما تمارسه عصابة آل خليفة من إرهاب فكري يمنع الشعب من تدوين تأريخه، بل حتى الاحتفاظ به وتداوله، ويسعى الباحثون في مركز لؤلؤة البحرين للدراسات والبحوث لجمع هذه القوائم، لأخذ العبرة منها واسترجاع أدنى حق لهم إلا وهو تخليد أسمائهم المباركة متلألأة كنجوم زاهرة في سماء الوطن.
من الأمثلة التأريخية المدونة لهذا الملف، الرسالة التي أرسلها المعتمد السياسي في البحرين الميجر ديلي إلى المقيم السياسي بتاريخ 3/1/1922م بعنوان «أمثلة من ظلم عائلة آل خليفة للرعايا البحرانيين» والتي كان منها:
«قبل ستة أشهر قام حمود بن صباح آل خليفة، وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة بقتل الحاج حسين العريبي في قرية توبلي، وحاول قتل زوجته وابنه وابنته الذين أصيبوا بجراح خطيرة، ورغم أن الإبن كان مريضاً جداً فقد أرسل إليه الحاكم لاستجوابه ثم وضعه في السجن؛ وبعد التهديد أطلق سراحه وذهب إلى المستشفى حتى شُفي، ومؤخراً وُجهت إليه التهديدات بالسجن إذا لم يوقع على ورقة بأن حمود بن صباح آل خليفة لم يقتل والده أو يجرح بقية أفراد عائلته. » [البحرين: قراءة في الوثائق البريطانية، ص27]
«قام خادم الشيخ محمد آل خليفة، وهو الابن الآخر للحاكم بقتل ابن الحاج مهدي بن زينل من جدحفص في السوق الشعبي وفي وضح النهار، وقد اعتقل القاتل ولكنه أفرج عنه، وهُدد الأب بأنه هو الآخر سوف يُقتل إذا استمر في شكواه» [البحرين: قراءة في الوثائق البريطانية، ص27]
«ارتكبت جريمة قتل سياسي مؤخراً في سترة وأخرى بالقرب من النعيم، ولم يُعتقل سوى أقارب المغدورين الذين هُددوا لكي لا يشتكوا» [البحرين: قراءة في الوثائق البريطانية، ص27]
أما ذاكرة الشعب الحزينة، فتزخر بحوادث القتل والإبادة الجماعية والتي أدت لاختفاء مناطق كاملة من خريطة البحرين، ومن ذكريات عمليات القتل الجماعية التي مارستها عصابة آل خليفة:
«ورأيت في هذه الجزيرة [جزيرة النبيه صالح] مدرسة كبيرة خراباً تسمى مدرسة الشيخ داوود وينقل أهل هذه الجزيرة أنه قتل في بعض الوقائع في تلك المدرسة أربعون أو سبعون عالماً ومشتغلاً كلهم شهداء، ولهذا يسمونها الآن بكربلاء، رحم الله من قُتل فيها من العلماء الصالحين» [أنوار البدرين، ص60]
سيتم تحديث قائمة شهداء البحرين بشكل دوري بما يجمعه الباحثون من قوائم جديدة، لتكون شاهدةً على التأريخ الدموي لعصابة آل خليفة، وما عاناه الشعب من اضطهاد، ولتكن تخليداً لذكراهم العطرة.