1- إنّ اعتقال الأستاذ شريف هو جزء من حملة الاستهداف الممنهج التي يتعرّض لها منذ 2011 بسبب آرائه الوطنيّة والتزامه بالدّفاع عن سيادة الوطن وكرامة المواطنين، وهنا نؤكّد أنّ سياسة الإرهاب، والهروب إلى الأمام، وافتعال الأزمات الأمنيّة لن تحقّق أهدافها في التشويش على القضايا المصيريّة، وإرعاب الناس وثني القيادات الوطنيّة عن الدّعوة إلى إقامة نظام العدل ومحاسبة الفاسدين، وإلى فكّ بلادنا عن الارتباط بمشاريع الهيمنة الأمريكيّة والصهيونيّة، وسيكون الأستاذ شريف عنوانًا لهذا الموقف الصّامد الذي يجسّده شعبنا في كلّ المناطق ومن مختلف الفئات والانتماءات.
2- يأتي اعتقال شريف تتويجًا للترتيبات الجديدة التي أبرمها آل خليفة مع الكيان الصّهيوني في إطار مرحلة ما بعد حرب الإبادة في غزّة، بما في ذلك إعادة تطوير العلاقات الدّبلوماسيّة والتجاريّة بين الجانبين، خصوصًا بعد تعيين سفير صهيونيّ جديد في المنامة، وما نقلته مصادر صهيونيّة عن عودة «المدعوّ خالد الجلاهمة» إلى مكتبه في السّفارة الخليفيّة بـ«تل أبيب». إنّنا نحذّر آل خليفة من مغبّة استثمار هذه الترتيبات في توسيع القمع بحقّ المواطنين الرّافضين للتطبيع والمشروع الصّهيونيّ، فالدّفاع عن فلسطين، ودعم المقاومة في غزّة، ورفض كلّ أشكال الاعتراف والتطبيع مع الصّهاينة؛ هو موقف شعبيّ راسخ، ومحلّ إجماع وطنيّ واسع، وحين يشعر شعبنا بالخطر على هذا الإيمان والموقف فإنّه لن يقف مكتوف الأيدي، وسيكون له فعله وقوله المزلزلين.
3- نرى أنّ خطّة استهداف المعارضين والنشطاء تجري وفق سياسة أمنيّة تهدف للإرباك والإرعاب المزدوج، من خلال خلط الأوراق، وافتعال قضايا جانبيّة لحرف بوصلة الخطاب العام، ويتفعّل ذلك خاصّة في الأوقات التي يكون فيها الشّعب مجمعًا على عنوان شعبيّ أو قضيّة وطنيّة يمكن أن تكسر الجمود وتدفع نحو خلخلة الطوق الأمنيّ والاستبداديّ المفروض على أبنائه. لقد رأينا في تشييع الشّهيد «عبد الله حسن» مشهدًا عظيمًا قضّ مضاجع الصافريّة، وأحدث إرباكًا داخل أجهزة القمع الموجّهة من الأمريكيّين والبريطانيّين، وكان يُراد من حملة الاعتقالات التي أعقبت التشييع اللّعب على الوتر النفسيّ وإثارة التشتيت، ووجد حينها مهندسو القمع في البلاد الوقتَ مناسبًا لتنفيذ قرار اعتقال الأستاذ شريف الذي كان جاهزًا منذ مدّة.
4- هناك ثلاثة ملفّات أساسيّة تحيط بالمشهد الأمنيّ وعودة القمع في البلاد، الأوّل له علاقة بالإعداد لقرارات ومشاريع مقبلة لتعميق الاستبداد السّياسيّ في إطار التهيئة للانتخابات الصّوريّة العام المقبل، والثاني يتّصل بالملفّ الاقتصاديّ ومافيا الإفساد والسرقات التي يديرها الطاغية حمد وأبناؤه خاصّة، أمّا الملفّ الثالث فهو على صلة بالتهديدات المستقبليّة التي يمثّلها المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ في المنطقة والعالم. وعليه، نضع كلّ الترتيبات الأمنيّة، ومسرحيّات البحرنة والوظائف المفبركة المخصّصة للمواطنين، والتحرّكات المنظّمة في الإفراجات، والمسار الدعائيّ على مستوى العلاقات الدبلوماسيّة؛ في مدار هذه الملفّات، ومن خلالها نفهم مسار التطبيع المقبل، وآليّة ضبط خروج السّجناء، والكتم الممنهج للمعارضين وتوقيت اعتقال الناشطين، وتجدّد الحرب الإلكترونيّة الموجّهة ضدّ المعارضة ومعتقدات المواطنين الأصليّين.
5- نثمّن الحراك الثقافيّ والتنويريّ الذي تشهده ساحات الاغتراب البحرانيّ، خصوصًا على صعيد توثيق التاريخ الأصيل للبحرين وشعبها، وكشف الأكاذيب وعمليّات التزوير التي يعتمدها آل خليفة في بناء سرديّة غزو البحرين واحتلال شعبها. وفي هذا المجال، نؤكّد أنّ المقاومة الثقافيّة والإيمانيّة هي جزء من المقاومة الشّاملة التي ينبغي أن تكون حاضرة في مواجهة مخطّط الكيان الخليفيّ الرّامي لسحق هوية الشّعب ومحو وجوده الدّينيّ والثقافيّ، وهو ما أوضحه سماحة الفقيه القائد آية الله الشيّخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى) بدعوته الأخيرة إلى المقاومة حفاظًا على دين الشّعب وقيمه من سياسة الهدم والتزوير المستمرة.
إنّ الجهود المبذولة من مثقّفي شعبنا ونخبه في الخارج لها دورها المؤثر في هذه المعركة، ولكن خطورة المخطّط الخليفي تتطلّب مجهودًا أكبر وعلى مستويات واسعة وبتخطيط استراتيجيّ بعيد المدى.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025


![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [97]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/11/موقف-السبوعي-97-150x150.png)




![مونتاج/ ملخّص الموقف الأسبوعي [٩٤]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/10/سجناء-البحرين-2-150x150.jpg)
![مونتاج ملخّص الموقف الأسبوعي [96]](https://14f2011.com/feb/../nfiles/2025/11/IMG_20251108_030252_070-150x150.jpg)











