مع اقتراب الذكرى السنويّة المشؤومة لافتتاح السفارة الصهيونيّة في البحرين في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول، تملأ الذاكرة تلك الصور المؤلمة ليومٍ شهد خيانة عظمى، يوم فُتحت فيه أبواب البحرين لاستقبال قوى الاحتلال الصهيونيّ، مُباعة فيه سيادة الوطن وكرامة الشعب بأبخس الأثمان. هذه الخيانة المريرة إضافة جديدة لسلسلة الجرائم التي ارتكبها الكيان الخليفيّ ضدّ البلاد والشعب.
التطبيع مع الكيان الصهيونيّ، والذي يوضح بشكل أساسيّ خروج الكيان الخليفيّ عن دائرة العروبة، يؤكّد استسلامًا تامًا لأجندات لا تخدم إلّا المحتلّين والغزاة؛ هذا الاستسلام ليس إلّا غرقًا في مستنقع يتناقض مع كلّ القيم والمبادئ التي عرف بها شعب البحرين الأبيّ والمنادي دومًا بالحريّة والسيادة والكرامة.
اليوم، وأكثر من أيّ وقت مضى، يعلو صوت الشعب البحرينيّ في جميع أرجاء الوطن، مطالبًا بإغلاق تلك السفارة الصهيونيّة التي لا تمثّل سوى الخيانة والعار، وطرد سفيرها، كأدنى الخطوات التي يمكن اتّخاذها لغسل عار التطبيع؛ مطالب واضحة وصريحة: إلغاء كلّ اتفاقيّات التطبيع التي لم تجلب إلّا الذلّ والمهانة.
إنّ حكاية البحرين مع الكفاح والنضال طويلة، لكنّ هذه الصفحة السوداء المضافة إليها لن تُقبل بسهولة أو تمرّ من دون أن تترك زلزالًا من الرفض يهزّ أركان البلاد؛ فالشعب البحرينيّ الذي وقف دائمًا إلى جانب فلسطين وقضيّتها العادلة، لن يتخلّى اليوم عن كرامته وتاريخه النضاليّ في مواجهة الظلم والاحتلال.
نعم، قد يحاولون فرض واقع جديد، لكنّ الشعوب هي من تصنع التاريخ، وقوّة الشعب البحرينيّ وإرادته الصلبة ستكون حصنًا منيعًا ضدّ كلّ محاولات الاستعمار والتطبيع. البحرين الأبيّة، بشعبها الكريم، لن تسمح أبدًا بأن تكون ساحة للمتاجرين بقضايا الأمّة ومستقبل الأجيال.
في هذا اليوم، نجدّد العهد مع شهداء الحريّة والسيادة، ونُكرّر رفضنا القاطع لأيّ شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونيّ. البحرين، بكلّ حبّة تراب فيها، تستحقّ منّا جميعًا الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة أيّ تحدّيات قد تستهدف سيادتها وكرامتها.