صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:بسم الله الرحمن الرحيميشيد المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بثبات شعب البحرين على موقفه المنحاز لشعب غزّة وفلسطين ومقاومتها الباسلة في مواجهة العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ، ويشدّد على أهميّة هبّته الأخيرة في مواجهة حرب التجويع والإبادة المتواصلة في غزّة، لما في ذلك من أثر كبير على صعيد تعزيز الرّهان على انتفاضة الشّعوب في مواجهة الحرب الصّهيونيّة الأمريكيّة، وتثبيت المفاصلة مع خيار التّطبيع والعمالة الذي تنتجه الأنظمة في الخليج والمنطقة.
ويرى أنّ جذوة هذه الانتفاضة يجب أن تبقى وقّادة ومستمرّة، رغم الموقف الرّسميّ المخزي وتواطؤ العالم الرأسماليّ المتوحّش مع كيان الإبادة الصّهيونيّ والغطرسة الأمريكيّة، لأنّ حركة الشّعوب قادرة على تغيير الموازين الظّالمة وقلب معادلات الإجرام والاستعمار، مهما اشتدّ الظّلم والقمع والإرهاب في هذا العالم.ونسجّل في هذا الموقف الأسبوعي العناوين الآتية على ضوء الأحداث والمستجدّات:
1- نسجّل الاعتزاز الكبير بالمبادرات الحرّة التي اعتمدها شعبنا في البحرين للتّضامن مع أهلنا في غزّة، ولا سيّما الاحتجاج أمام وكر التجسُّس الصّهيونيّ والسّفارة الأمريكيّة في المنامة، ونؤكّد أنّ هذه المبادرات الحيويّة والعفويّة تتكامل مع المسار الشّعبي العام الذي يرسمه المشهد التّضامنيّ مع غزّة وفلسطين، وخاصّة على مستوى الاحتجاج الشّعبيّ شبه اليوميّ الذي تشهده المناطق وتُرفع فيه هتافات «الموت لإسرائيل وأمريكا»، وعلى مستوى الفعاليّات الأهليّة الأسبوعيّة التي تنظّمها القوى الوطنيّة للتعبير عن وحدة الشّعب – بكلّ أطيافه وانتماءاته – في مواجهة التّطبيع والإبادة والهيمنة الأمريكيّة.
2- على المستوى العام، نشدّد على ضرورة أن يتوسّع نطاق المبادرات الأهليّة المستقلّة داخل البلاد، فهي عنصر أساسيّ في تقوية الخيارات الشّعبيّة على المستويّين الدّاخليّ والخارجيّ، لما تمثّله هذه البذرة من عنفوان متراكم لصنع الثورات وحركة التغيير الشّامل. وفي هذا الصّدد، نحثّ الجميع على احتضان مثل هذه المبادرات، والتّشجيع عليها، وأن تتوسّع وتتمدّد في كلّ الجهات والمساحات، لتكون إضافة جديدة في النضال الوطنيّ المخلص، وأن يُنظر إليها بوصفها إفرازًا طبيعيًّا من وسط النّاس الموجوعين بسبب الحرمان والاستبداد وهيمنة الخارج على السّيادة الوطنيّة. ولا شكّ في أنّ قوى المعارضة بدورها ستكون حاضرة في السّاحات الوطنيّة وفي كلّ الملفّات والقضايا، ولن تتخلّى عن شعبها المظلوم، وستعمل كلّ ما في وسعها لحمايةِ خياراته ومطالبه في الحريّة والعدالة وإقامة النّظام الدّستوريّ الحقيقيّ.
3- نجدّد موقفنا الرّافض لأيّ تقارب أو تصالح استسلاميّ مع الكيان الخليفيّ في البحرين، لأنّ هذا الكيان لا يزال يصرّ على المضي في مخطّطه الخطر للانقضاض على كلّ عناوين الاستقلال الوطنيّ والسّيادة الشّعبيّة والانتماء الأصيل، ولم يترك سياسةً في التدمير والفساد إلّا وطبّقها بعنجهيّة لا حدود لها، وبلا حساب لقيم الدّين ومعايير الأخلاق. إنّ الدّفع بوزير الداخليّة الإرهابيّ «راشد الخليفة» ليكون إحدى واجهات المخطّط التدميريّ هو رسالة مباشرة على خيار البطش واستئصال هويّة المواطنين الأصليّين، وهو إعلان من شرذمة آل خليفة بأنّها باقية على نهجها في طمس تاريخ البحرين العريق، وتغيير معالمها وتراثها وروحها. والمثال الحيّ على ذلك هو الاحتفاء بالتدمير الممنهج لبلدتَي «عسكر» و«جو»، والذي بدأ منذ أكثر من قرنين، ولا يزال يتباهى به المحتلّون الخليفيّون لأنّه أرسى قواعد منهجهم في احتلال الأرض والشّعب، والذي يقوم على الإبادة الثقافيّة، وهدم المقامات والآثار الدّينيّة، والتهجير القسري للأهالي، وتوطين الأغراب والمرتزقة. نقول إنّ ذلك يكفي للبراءة من هؤلاء المحتلّين، ومواجهتهم ليلًا ونهارًا وبكلّ السّبل المشروعة، واعتبارهم عدو الشّعب والخطر الأكبر على وجوده ودينه ومستقبل أجياله.4- في أعقاب الحرب الصّهيونيّة الأمريكيّة الأخيرة على الجمهورية الإسلاميّة في إيران؛ تبيّن أكثر تموضع الكيان الخليفيّ في خدمة المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وعدم التردّد في العبوديّة وتقديم الأدوار القذرة لترسيخ هذا المشروع وغرسه عنوة في أوساط الشّعب. وكان ملموسًا خلال الحرب العدوانيّة على إيران تحفّز آل خليفة لإضعافها والتهوين من حقّها المشروع في التّصدّي للعدوان، ومنعهم الشّعب من الوقوف معها وقمع المتضامنين مع قيادتها الشّجاعة.
ولم يكن ذلك مستغربًا لشعبنا الذي توثّق اعتقاده بخيانة آل خليفة للأمّة منذ زمن طويل، وتأكّد بعد توقيع اتفاق التطبيع والعمالة المعلنة للكيان الصّهيونيّ وقواعد الهيمنة الأمريكيّة، ولكن الجديد هو أنّ آل خليفة تحوّلوا إلى قاعدة متقدّمة لقوى الاستعمار والهيمنة في العالم، وأصبحوا الأداة الفضلى لتنفيذ أطماعهم وخططهم العدوانيّة ضدّ دوار الجوار وخاصّة إيران. إنّ الاتفاقات الجديدة مع الأمريكيّين والبريطانيّين رسّخت المسار الخدماتيّ في بُعده الأمنيّ والاستخباريّ، خصوصًا بعد توقيع ما يُسمّى «اتفاق الازدهار الشامل»، وبعد زيارة المدعوّ «وليّ العهد» سلمان المتصهين واشنطن وهدر المليارات بين يدي المجرم ترامب. إنّ هذا الدّور أخذ دفعة مستجدّة مع تعيين ملحق عسكريّ جديد في السّفارة الأمريكيّة بالمنامة، وهو يؤشّر على مناخ أمنيّ يُحضّر له لإدارة مواجهة جديدة ضدّ قلعة المقاومة في إيران، وهو ما يوجب على شعبنا الحرّ وكلّ الأحرار الحذر والإعداد المناسبين وتجهيز العدّة لهذه المعركة الفاصلة ضدّ الباطل، ونصرة جبهة الحقّ والحريّة والمقاومة.المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 28 يوليو/ تموز 2025
البحرين المحتلّة
الموقف الأسبوعيّ: نشيد بالمبادرات الأهليّة في دعم غزّة ومواجهة مشروع الهيمنة والإبادة.. وندعو إلى توسيعها في كلّ الجهات والمساحات
