قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ معنى أن يكون الإنسان عاشورائيًّا عدّة أمور منها الشكل والمظهر الذي يعبّر عن مضمون عاشوراء كوضع عصابة مكتوب عليها (يا حسين)، والتوشّح بالسواد الذي يحمل دلالة كبرى متى ما كان في سياقِ التَّأسيس العاشورائيّ، وحضور المآتم، والمشاركة في المواكب والفعَّاليَّات، وهو المفصل الأهمّ في موسم عاشوراء، ولكن مع وجود معنى أكبر لهذا الإحياء يقوم على عدّة معايير.
واستعرض سماحته في حديث الجمعة (661)، تحت عنوان: «ما معنى أنْ أكونَ عاشورائيًّا؟ – المَعايير التي تجعلُني عاشورائيًّا – الرِّساليَّةُ العاشورائيَّةُ»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 17 يوليو/ تموز 2025، المَعايير التي تجعلُ الإنسان عاشورائيًّا، وهي الإخلاصُ العاشُورائيُّ، والعُشقُ العاشورائيّ، والوعي العَاشُورائي، مشدّدًا على ضرورة التَّزاوج بين الوعي والإخلاصِ والعشقِ، إذ إنّ غياب أيّ واحدٍ مِن هذه المُكوِّنات يحدث خللًا في التَّعاطي مع عاشوراء.
والمعيار الرابع وفق رؤية سماحته هو الالتزامُ العاشُورائيّ، فعاشوراء تقوى وورع، وأخلاقٌ وقِيم، والانتماء إلى مدرسة عاشوراء يحتاج إلى درجة عالية مِن الالتزام.
أما المِعيَارُ الخامس فهو «الرِّساليَّةُ العاشورائيَّةُ» الذي عدّه السيّد الغريفي مِن أهمِّ المعايير وأصعبها، موضحًا أنّه يعني اوّلًا توظيف القدرات الفكريَّة في خدمةِ أهدافِ عاشوراء التي هي أهداف الإسلام، وكلّ من موقعه.
وثانيًا توظيف القدرات النَّفسيَّة والوجدانيَّة في خدمة أهداف عاشوراء، وثالثًا توظيف القدرات العمليَّة في خدمة أهداف عاشوراء، مؤكّدًا أنّ لإنتاج الفكر العاشورائيّ، والوجدان العاشورائيّ، والسُّلوك العاشورائيّ قِيمًا كبرى.
وتبقى القِيمة الأكبر إنتاج الرِّساليَّة العاشورائيَّة، وهي ليست مجرَّد عواطف فائرة، وخطابات متحمِّسة، ومقاربات نظريَّة، وعناوين وكلمات؛ بل هي مواقف رافضةٌ للضَّلال، والباطل، والفساد، والمنكر، والظُّلم، والاستِعباد.
وأضاف السيّد الغريفي أنّ الحديث عن خطاب عاشوراء هو حديث عن خطاب يقارب كلَّ مساحات الإسلام كما يراها الإمام الحُسين «ع»، والذي أطلق شعاره الأعظم: «وإنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ»؛ بما يحمله الإصلاح مِن امتداداتٍ، ودلالاتٍ، وعطاءات، لافتًا إلى أنّ استحضار عاشوراء هو استحضار لعنوان الإصلاح: «وإنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ»، والحاجةُ إلى الإصلاح في هذا الزَّمن الذي استضرى فيه الفسادُ والظُّلمُ، وضاعت القِيم، وماتت المُثُل، وانتشر الضَّلال، وماجت الفِتن لم تنته لذا فإنّ ثمّة ضرورة لصرخةِ عاشوراء، وصرخةِ الحُسين، وصرخةِ الإصلاح، وصرخة الأمر بالمعروفِ والنَّهي عن المنكر، فما دامَ هناك ضلالٌ، وما دامَ هناك ظُلمٌ، وما دامَ هناك فسادٌ، وما دام هناك طُغيانٌ فمطلوب أنْ يكون الحُسينُ «ع» حاضرًا، وأنْ تكون عاشوراء حاضرة، فالحُسين قِيمٌ ومُثلٌ ومبادئ، وعاشوراء سلامٌ وأمنٌ وعطاء.
https://www.alghuraifi.org/2025/07/17/15842/