قال قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيّد علي الخامنئي إنّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة الذي نما وتقوى، هو نتيجة ثورة عظيمة، زعيمها رجل عظيم لا يزال حضوره ملموسًا في العالم بعد أكثر من ثلاثين عامًا من رحيله، ولا يزال أثر ثورته واضحًا للناس في مختلف أنحاء العالم، لافتًا إلى أنّ التراجع الحادّ في مكانة أمريكا في العالم يعود إلى وجوده، وكراهية الصهاينة تعود إلى ثورته.
وأوضح سماحته في كلمته التي ألقاها صباح يوم الأربعاء 4 يونيو/ حزيران 2025 لمناسبة الذكرى السنوية الـ36 لرحيل مفجّر الثورة الإسلاميّة الإمام الخمينيّ (ره)، أنّ ثورته هي التي سبّبت حركة نحو النفور من القيم الغربيّة؛ حيث لم يتصوّر الغرب أنّ رجل دين واحدًا، من دون معدّات وموارد ماليّة، يستطيع أن يقود أمّة إلى الساحة، ولم يصدق أنّ هذه الثورة وهذا الإمام سيتمكّنان من إسقاط الأمريكان والصهاينة الذين سيطروا على كلّ شيء في إيران لسنوات طويلة، وسيتمكّنان من إخراجهم من البلاد.
ولفت السيّد الخامنئيّ إلى المقترح الذي قدّمته الولايات المتحدة أخيرًا بشأن القضيّة النوويّة قائلًا: المقترح الأمريكيّ المعروض بشأن الملفّ النووي معارض مئة في المئة لعبارة «نحن نستطيع».
وتابع: «المقاومة تعني عدم الخضوع لإرادة القوى العظمى. إذا كان أحد يؤمن بشيء، أو يعتبر شيئًا ضروريًّا، أو يعتبر شيئًا محظورًا، فيجب عليه أن يتصرّف وفقًا لمعتقداته الخاصّة، ولا ينحني لإرادة العدو، أو تنمّره، أو إملاءاته. ومن المبادئ الأخرى للاستقلال الوطني تعزيز القدرة الدفاعيّة للبلاد».
وأكّد سماحته أنّ الشباب صاروا على دراية بقضيّة الثقة بالنفس والمقاومة، وتمّ الحفاظ على هويّة الثورة، وأنّه بفضل الجهود الكبيرة تمكّنت إيران من تحقيق دورة الوقود النووي الكاملة، موضحًا أنّ الصناعة النوويّة لا تقتصر على إنتاج الطاقة فقط، فالصناعة النوويّة هي الصناعة الأمّ ويتأثّر العديد من المجالات العلميّة بها، مشدّدًا على أنّ تخصيب اليورانيوم هو مفتاح القضيّة النوويّة، والأعداء أيضًا وضعوا أيديهم على التخصيب.
ورأى أنّ الهدف الأوّل لأمريكا هو حرمان إيران من امتلاك صناعة نوويّة، حتى تبقى بحاجة إليها، الردّ الإيراني على هذا الهراء الأمريكيّ واضح وصريح: «لن تستطيعوا فعل شيء، ولن يكون بمقدوركم ارتكاب أيّ حماقة في هذا الشأن».
ووصف قائد الثورة الإسلاميّة جرائم الكيان الصهيونيّ ضدّ الفلسطينيّين في غزّة بالمذهلة والمروّعة، مضيفًا: «لقد بلغ الانحطاط بهذا الكيان أن يقتل الناس لا بالقنابل فحسب، بل حتى بالرصاص، أيّ قدر من الدناءة والخسّة والشر يمكن أن يجتمع في هؤلاء؟».
وأكّد سماحته أنّ أمريكا شريكة في هذه الجرائم، ويجب أن تُطرد من المنطقة، محمّلًا كذلك الحكومات الإسلاميّة اليوم مسؤولية كبرى تجاه قضيّة فلسطين، إذ رأى أنّ أيّ حكومة إسلاميّة تقدّم بأيّ شكل من الأشكال دعمًا للكيان الصهيونيّ، فلتعلم يقينًا أنّ وصمة عار أبديّة ستبقى تلاحقها إلى الأبد، مبيّنًا: «الاعتماد على الكيان الصهيونيّ لن يجلب الأمن لأيّ دولة، هذا الكيان محكوم بالسقوط والانهيار بأمر إلهيّ قاطع، ولن يطول الوقت حتى يتحقّق ذلك، بإذن الله».