يأتي يوم القدس العالميّ، من أعماق ليل القهر والظلم، كبرق يضيء دروب الأحرار، ويعيد إلى الأذهان معركة لم تنقطع جذوتها؛ معركة الحريّة وتحرير القدس.
لقد أطلق الإمام الخمينيّ «قدّه» دعوة صادقة، وأعلن هذا اليوم رمزًا للوقوف الحازم في وجه الاحتلال الصهيونيّ، مؤكّدًا بكلّ قوّة أنّ القضيّة لا تخصّ الفلسطينيّين وحدهم، بل هي قضيّة كلّ حرّ في العالم.
ومنذ طلائع الفجر الأولى للثورة الإسلاميّة في إيران، لم يعد التضامن مجرّد كلمات عابرة، بل تحوّل إلى خطوات جادة ودعم غير محدود من أجل إقرار الحقّ والعدل. «يوم القدس العالميّ»، بما يحمله من رمزيّة عظيمة، هو تذكير بأنّ القدس لها مكانتها الرفيعة في قلب كلّ مسلم، وأنّ تحريرها هو أمل يجب ألّا يخبو.
هذا اليوم، بكلّ ما له من أهميّة، هو دعوة عالميّة إلى وحدة الصفّ والتكاتف، وتجديد للعهد والعزم الثابت على دعم الشعب الفلسطينيّ في سعيه نحو نيل حريّته وإقامة دولته المستقلّة.
إنّ مشاركة شعوب العالم، ومن ضمنها شعب البحرين، والتي تتّحد فيها كلّ الأطياف سياسيًّا ودينيًّا، هي تأكيد حيّ أنّ رسالة يوم القدس قد وصلت إلى أقصى نقاط الأرض، وأنّ الوحدة في قضيّة فلسطين ليست مجرّد حلم بل هي أمر ملموس وحقيقيّ.
أمام هذه الروح الثوريّة وحجم التحدّيات، يبقى يوم القدس العالمي صرخة تتعالى في وجه الظلم، تدعو كلّ حرّ في العالم إلى شدّ أزرها، والالتزام بالعمل على تحقيق العدالة والحريّة للقدس وأهلها.
عامًا بعد عام، يأتي هذا اليوم ليؤكّد أنّ القضيّة الفلسطينيّة لن تموت، وأنّ القدس ستبقى البوصلة لكلّ أحرار العالم حتى تحريرها.