تنطلق نسائم «عيد الأمّ»، في بحور العطاء وعلى أمواج التحدّي، لتحمل معها تكريمًا لكلّ أمّ وكلّ امرأة في ربوع البحرين الغالية.
في «عيد الأمّ» لا يسعنا إلّا أن نتحدّث بلسان بطوليّ عن الأمّ البحرانيّة التي لم تعرف للتراجع طريقًا، ولم تحنِ أمام الصعاب رأسًا.
لقد استلهمت الأمّ البحرانيّة، بعزّة نفس وثبات قلب، من لؤلؤة الخليج روح الصمود، وصارت بحقّ أيقونة للثورة النسائيّة في السعي نحو الحقّ والعدالة؛ فلم يقتصر دورها على رعاية الأسرة فحسب، بل مدّت يدها بقوّة لتؤثّر في مسار الثورة، ولتكون شريكة لا تقلّ عن النصف في رسم لوحة المستقبل الواعد.
لم تقف منها صفات النقاء والحنان حاجزًا، بل كانت الدافع الذي يمدّها بالقوة والإصرار. فكالبحر تأتي بالهدوء وتحبس الأمواج، وكالجبل تقف شامخة تتحدّى الرياح، في طريقها نحو بلوغ الآفاق الرحبة لدولة تحتضن المساواة وترفع راية حقّ تقرير المصير.
في عيد الأمّ، يصمت الجميع إجلالًا وإكبارًا لها، فكلّ أمّ وكلّ زوجة وكلّ معلّمة وطبيبة وكلّ ربّة بيت هنّ مصدر الإلهام والقوّة. هنّ من قدّسْن العطاء وجعلْن من الحريّة والكرامة ثوبًا يرتديه كلّ طفل وكلّ مواطن، وفي هذا اليوم نجدّد العهد على مواصلة الطريق الذي بدأته الأمّ البحرانيّة بثبات، ليكون لنا ولأطفالنا حاضرًا مشرقًا ومستقبلًا قوامه الحريّة والسلام والرخاء.
لا تفي عبارات الشكر حقّ هؤلاء الأمّهات اللاتي لم يتوانين لحظة عن التضحية من أجل بناء وطن يسوده العدل والسلام. فليعلم العالم أجمع أنّ الأمّ البحرانيّة ليست مجرّد جزء من مشهد، بل هي البطلة التي تقود سفينة الثورة نحو برّ الأمان.
تحيّة لك أيّتها الأمّ في البحرين، في يوم هو عيد عالميّ لكِ ولأجلكِ، ينحني لعظمتكِ التاريخ وتقف لكِ احترامًا الأجيال. إنّ معركة التغيير التي بدأتِها ستكون منارة تهتدي بها الأجيال القادمة، وستكون حكايات صمودك وعزيمتك الدروس التي نقشت على جدران الزمن.
تحيّة لكِ، وتحيّة لكلّ أمّ على صفحات الأرض، فلكلّ منكنّ جزء من ثورة الحياة، ومع كلّ فجر جديد تتجدّد قصّتك الثوريّة.