أكّد المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ شعب البحرين يستعيد ذكرى الغزو السعوديّ بمزيد من العزم والإصرار على المطالبة بحقوقه الوطنيّة المشروعة، بعد أن فشلت «قوّات درع الجزيرة» في إخماد الحراك الشعبيّ رغم قمع اعتصام دوار اللؤلؤة وفرض قانون الطوارئ واعتقال قادة الثورة وتنفيذ أوسع عمليّات الاستباحة والقتل والاضطهاد الطائفيّ.
وقال في موقفه الأسبوعيّ يوم الثلاثاء 11 مارس/ آذار 2025 إنّ جرائم «قوّات درع الجزيرة» في البحرين ستبقى وصمة عار في جبين الأنظمة المتصهينة في الخليج التي مع ما ارتكبته من فظائع مروّعة لم تفلح في إجبار شعب البحرين على اليأس ورفع راية الاستسلام.
ولفت إلى أنّ الحرب الإعلاميّة وآلة التضليل فشلت في تشويه المطلب الوطنيّ لشعب البحرين بكتابة دستور عصريّ جديد على أنقاض دستور الطاغية حمد الناكث للعهود والمواثيق، كما فشلت «قوّات درع الجزيرة» في وأد الحراك الشعبيّ عام 2011، حيث سرعان ما استعاد الشعب حضوره الثوريّ في خضم حملات القتل والمداهمات الإرهابيّة للمناطق، ليقدّم نموذجًا غير مسبوق في الاحتجاج وابتكار وسائل المقاومة المدنيّة وردع المعتدين، وهو ما يؤكّد رسوخ الوعي الوطنيّ لشعب البحرين، وعدالة مطالبه بتقرير المصير، ويجعل الشعب قادرًا على بذل التضحيات الكبيرة وإفشال التآمر الأمريكيّ والنفاق الغربيّ والتزوير الممنهج الذي تعرّضت له الثورة ومطالبها.
وأضاف المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير أنّ الكيان الخليفيّ المدعوم بـ«قوّات درع الجزيرة» سارع إلى اعتقال الرموز القادة فور دخول جحافل الغزاة في شهر مارس 2011، وكان المخطّط أن يُدخلوا الرعب والشتات في نفوس أبناء الشعب وقواعده الثوريّة، ولكنّهم فوجئوا مرّة أخرى من أنّ تغييب القيادات في السجون وتعذيبهم ومحاكمتهم جاء بنتائج عكسيّة، حيث زاد من لهيب الثورة وحماس الجماهير، كما زاد الالتحام الوطنيّ على أهداف الثورة والقناعة بانتهاء صلاحيّة آل خليفة وكيانهم غير الشرعيّ، مشيدًا بصمود القادة الأسطوريّ وثباتهم مع الشعب ومطالبه المحقّة، ومجدّدًا الوفاء لهم والعزم على مواصلة دربهم.
وأشار إلى مواصلة الكيان الخليفيّ ترويج أكاذيبه حول الإصلاحات السياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة، حيث لا يكفّ عن الدعاية حول الإنجازات المزعومة في التنمية والنهوض الاقتصاديّ. ولكنّ الواقع يؤكّد صحّة شعارات ثورة 14 فبراير التي كان تنادي بتغيير شامل في إدارة البلاد، وأن يكون الحكم بيد الشعب عبر ممثّليه الحقيقيّين، وأنّ أيّ حديث عن الإصلاحات سيكون بلا معنى ما دام آل خليفة يسيطرون على ثروات البلاد، ويفرضون أنفسهم على أنّهم الفئة الأولى التي تحكم بالامتيازات وتحتكر المخصّصات العالية على حساب المواطنين وميزانية الدولة واحتياطي الأجيال.
ونوّه إلى ما تعانيه البلاد من مخاطر على مستوى تخريب الهويّة والعبث في التركيبة الديموغرافيّة، حيث رأى أنّ ذلك حيلة خبيثة من الكيان الخليفيّ لتمرير استبداده وفساده وسرقاته التي أدّت في نهاية المطاف إلى تكديس الأموال بيد عائلة الطاغية وصرفها على لهو أبنائه المراهقين ومهرجاناتهم، مشدّدًا على أنّ الأعباء الكبيرة التي ترهق الوطن والمواطن سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا ستؤدّي إلى تفريغ شحنة المسكنات وأدوات القمع والإرهاب، وهو ما يجعل لثورة 14 فبراير سياقها الموضوعي المستمرّ، وأنّ انفجار لحظة الغضب الشعبيّ يمكن أن يظهر في أيّ وقت وتقلب الطاولة على الطاغية وجنده المرتزقة.
أكّد المجلس السياسيّ أنّ الكيان الخليفيّ وأعوانه المحتلّين أخفقوا في شيطنة ثورة 14 فبراير كما أخفقوا في ربطها بالخارج، وأثبتت الأيّام أنّ هذه الثورة تحظى بأعلى مستويات الانتماء للوطن ولشعبه الأصيل من السنّة والشيعة، كما أثبتت الأحداث المتتالية أنّ الكيان الخليفيّ هو من أكثر الكيانات ارتباطًا وتبعيّة للمشاريع الأجنبيّة وتحديدًا المشاريع الاستعماريّة التي تخدم الصهاينة والهيمنة الأمريكيّة، مضيفًا أنّه منذ معركة «طوفان الأقصى» وما أعقبها من حرب إبادة صهيونيّة- أمريكيّة على غزّة ولبنان، ومن هجمات عدوانيّة امتدت على دول المنطقة؛ تموضع آل خليفة في الجهة التي تخدم الشيطان الأمريكيّ ومخطّطات الكيان الصهيونيّ، ولم يتوانوا عن الوقوف في وجه قوى المقاومة والتأليب عليها في السرّ والعلن، وشاركوا في التآمر على شعوب المقاومة ومحاصرتها.
وقال إنّه لم يفاجأ من الموقف العربيّ الرسميّ المتواطئ، ومنه موقف الكيان الخليفيّ، إزاء الجرائم التي اقترفتها العصابات التكفيريّة تجاه الأقليات في سورية، وخاصّة في الساحل السوريّ، وهو ما يكشف جانبًا من أسرار تسارع الأنظمة المطبّعة من أجل مباركة الحكم الجديد في سورية بقيادة «الجولاني»، وما أتبعه ذلك من تآمر إقليميّ ودوليّ على قلب محور المقاومة، وفرض مرحلة جديدة من محاولات تصفية القضيّة الفلسطينيّة عبر استهداف ممنهج لدول محور المقاومة وقواها المساندة لمظلوميّة شعب فلسطين وحقّه في إقامة دولته على كامل التراب الفلسطينيّ وعاصمتها القدس الشريف.
وأعرب عن ثقته بأنّ الشعب السوريّ التوّاق للحريّة والعدالة، لن يقبل بأن تكون بلاده منطلقًا لتنفيذ المؤامرة الأمريكيّة الصهيونيّة الجديدة، وهو قادر على إجهاض هذا المشروع الخبيث، والعودة بسورية إلى موقعها الطبيعيّ في مواجهة التكفيريّين والمتصهينين والمستكبرين.