في الرابع عشر من فبراير/ شباط، يقف شعب البحرين صفًا واحدًا، مجسّدًا ذكرى ثورة اللؤلؤ، تلك الذكرى التي لا تُنسى، والتي مضى عليها أربعة عشر عامًا. أربعة عشر عامًا وشعلة الثورة لا تزال متّقدة في القلوب، تُضيء دروب الحريّة والعزّة والكرامة.
في هذا اليوم، يستذكر الأحرار دماء الشهداء الطاهرة التي سُفكت على تراب الوطن الغالي، والهتافات التي علت تنادي بالعدل والصمود في وجه الظلم والطغيان. شعبنا الباسل لم يعرف الخوف، ولم يرضخ لليأس، فقد كانت أصوات أبنائه تعبّر عن بصيرة إسلاميّة راسخة، قلوبهم معلّقة بالوعي الربانيّ والولاية الإلهيّة.
لطالما بقيت ولاية الله وولاية أولياء الله أساس قيام هذه الثورة ودافعها الأسمى، إذ لا مجال للجمع بين طاعة الخالق والرضوخ لطاغوت يزيد في ترهيب الخلق ويدوس على قيم العدل والإنصاف.
تستمرّ روح الثورة في النبض بالأمل، حاملةً معها إصرارًا لا يلين وقناعةً بأنّ وحدة الصفّ الوطنيّ هي مفتاح النصر والتحرّر. إنّ الانتصار ليس سوى محصِّلة الوحدة وتكاتف الأيدي والعزائم في سبيل هدف مشترك، يتجسّد في حقّ تقرير المصير وإسقاط نظام الاستبداد والقهر.
وها هو الرهان يبقى على صبر الثائرين وثباتهم، وعلى اليقين بأنّ الله سبحانه وتعالى لن يخذل المظلوم، وأنّ صرخات الحقّ لن تذهب سدى. تعالت الأصوات تنادي بالحريّة والبقاء في الساحات، والميادين تشهد على إصرار شعب قد آمن بقضيّته، يعمل بلا كلل لتحقيق استقلاليّة القرار وسيادة الوطن.
في ذكرى ثورة 14 فبراير، نعيد تأكيد ميثاق الصمود، ونقف جميعًا لنتذكّر تلك اللحظات العظيمة التي خلّدها التاريخ ونمجّدها، لحظات اجتمع فيها الإيمان بالحقّ والإرادة في مواجهة الاستبداد. لن يضعف عزمنا ولن تتوارى أحلامنا، سنمضي قُدمًا بكلّ عزيمة حتى النصر أو الشهادة.